: آخر تحديث

موسم الهبد

2
2
2

انطلق موسم الاتحاد بمعسكر إعدادي ترفيهي وميركاتو فقير عناصرَ ومتواضع المستوى، وهبد وشواكيش، ومنظومة إدارية حديثة، وطاقم فني متمرس، وأخذ الطرفان يتقاذفان كرة الثلج، كلٌّ بحسب اختصاصه، كما يقول "الباش مهندس"، فضاع الفريق بين التخصصات والتخصص، وما زلنا لم نتعرف على "الكبير قوي" الذي بيده الحل والربط، ونجهل من اتخذ قرار ترك الفريق بدون تجديد في عناصره ولا تحديث في قدراته، ونقص في احتياجاته، بينما جميع الأندية أخذت تغرف وتتجدد وترمم فرقها، إلا أن العميد لم يصحُ من غفوته إلا مع الانهيار الفني، واستعان بمدرب عالمي، لكنه حديث تجربة بالدوري السعودي، بعد أن اتضح أن الكوتش الفرنسي مستشار، والقائد صاحب القرار.

وصل البرتغالي العنيد ليبدأ سلسلة ترميم مجموعة مختلطة، بين عواجيز خبرة ونجوم مستهلكين، وبعض من الشباب الطامحين الذين استُقطبوا بزعم الاعتناء بهم وإعدادهم للمستقبل.

لك أن تتخيل فريقًا تربع على عرش المسابقات السعودية الموسم الماضي، بفضل روح جمهوره الذي كان ينتزع النقاط من أرضية الملعب، وبعض من ظروف المنافسة والمنافسين، وحظوظ اللعبة، وشغف وحماس شلة من المحترفين، على رأسهم القائد الذي كان غيابه أكثر من حضوره. فريق خطف البطولات في موسمٍ تستطيع أن تصفه بالاستثنائي، لا يتكرر إلا كل عشر سنين، ببركة الرئيس الاحتياط رضي الوالدان، ليخلفه كابتن يحمل سيرة ذاتية حافلة، واستثماري مجتهد، حاملاً شواكيشه لاصطياد الهابدين، وصل وفي ذهنه تجربة فرضية للقيادة الأرضية، على أمل أن تقفز حظوظه إلى عنان السماء كما قفزت مع سلفه، لم يدرك أن الوسط الرياضي ملتهب، يجمع مختلف الفئات والتصنيفات، بينهم الصالح والطالح، والدنيا اجتهاد وحظوظ، وأرزاق مكتوبة، والتحليق في الفضاء يختلف عن الحرث في العشب الأخضر، وحتى لا أطيل عليكم الهرجة.

العميد يا سادة سيعود، ولكن بعد موسم "هبد" نتمنى أن يكون قصيرًا إداريًا وفنيًا ولوجستيًا، فلا ترفعوا سقف الطموح. صحيح أن الفريق ارتدى ثوبًا إداريًا جديدًا وعمامة مدرب "طازه"، لكنه احتفظ ببعض العناصر الهرمة التي قد تعجز عن مجاراة المنافسين، عندها سيضطر العميد إلى التخلص منها والاستعانة بدماء جديدة في ميركاتو الشتاء، بعد أن تطير الطيور بأرزاقها.

لذلك سنترقب هل سيتمكن هذا البرتغالي العنيد من تدارك الوضع، أم سيكمل موسم "الهبد"، ويكرر حماقة مباراة الكلاسيكو.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف