سهوب بغدادي
في عصر السرعة والكم الهائل من المحتويات التي نتعرض لها بشكل متواتر دون انقطاع، قد نلوم أنفسنا أو نقع في الشك أو الأسوأ المقارنة، من خلال مقارنة حياتك بحياة شخص آخر أو تحري تفاصيل التفاصيل التي تفتقدها في مرحلتك التي تمر بها.
إنّ ما نقع فريسته على الأغلب الجوانب الاجتماعية أو المادية أو المهنية، فلان حصل على ترقية في العمل وهو يصغرني عمرًا، فلانة تزوجت وهي من مواليد الألفين، وفلان يسافر بتكرار، إنّ المقارنة لها شروط فيجب أن تكون ضمن الأطر الموائمة لأسلوب ونمط حياتك وتتوافق مع طبيعة المتغيرات التي تمر بها، ونحن نعلم تمامًا أنّه لا يوجد شخص يشابه شخصًا آخر بالكلية، وإن كان شقيقك من والديك، فليس من العدل أن تجهد نفسك بالمقارنات غير العادلة وأن تشعر أنه فاتك تحصيل أمر ما، فقط بالقياس على ما تراه وتسمعه من المحيط الخارجي، ففي ذلك إرهاق للروح والجسد، وانصراف الذات في مواطن غير نافعة، علاوةً على إضاعة وقتك الثمين منك في الحسرة، فيما قد تتطور المقارنة إلى شعور سلبي يستنزفك بشكل كبير كالحسد والغيرة والضغينة والحنق وغيرها من المشاعر المكروهة، لذا علينا أن نرضى بتوقيت الخالق الخاص بنا، وأن نكرس ما لدينا من نعم في سبيل المضي قدمًا في سبيل التطور.
«لا تقس تقدمك باستخدام مسطرة شخص آخر»