خالد بن حمد المالك
لم يعد لدى الزعيم الدرزي السوري حكمت الهجري ما يخفيه عن تعاونه مع العدو الإسرائيلي، وعن توجهه نحو إسرائيل، وتحالفه مع نتنياهو، والإعلان عن أن السويداء السورية يجب أن تتمتع بالاستقلال، مدعوماً من نتنياهو الذي اعتبر أي تدخل للنظام السوري في السويداء سوف تتصدى له القوات الإسرائيلية، وهو ما فعله الجيش الإسرائيلي ويفعله الآن.
* *
وقد وجه حكمت الهجري شكره لرئيس وزراء إسرائيل وللرئيس الأمريكي على دعمهما لموقفه، وهو لا يمثل كل الدروز في السويداء، ولا يعبر عن وجهات نظرهم جميعاً، ولا يقوم بأفعاله بما يخدم السويداء وسكانها، وإنما يفتح الطريق لإسرائيل للإضرار بالدولة السورية، وتهديد أمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، وإبقاء سوريا تحت التهديد الإسرائيلي، وأطماع تل أبيب في اقتطاع أجزاء من أراضيها.
* *
الزعيم الدرزي حكمت الهجري يطالب بكيان مستقل، وحق تقرير المصير، بوصفه حقا مقدساً على حد زعمه للدروز في السويداء، تكفله لهم جميع المواثيق الدولية كما يقول، وأنه لا تراجع عنه، مهما كانت التضحيات، وأن لدى الدروز كوادر وكفاءات جاهزة لإدارة شؤونهم.
* *
هذا الدرزي يطالب بما سماه (كياناً مستقلاً) يضمن للدروز العيش بكرامة -كما يدعي- وتحت مظلة القانون الدولي، ومعايير الدول المتقدمة بحسب زعمه، مستقوياً بإسرائيل التي شجعته للانفصال، واعتبرت الدروز تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
* *
ويأتي هذا التوجه من الهجري إثر مطالبته الشهر الماضي بتشكيل (إقليم درزي) منفصل عن سوريا، وبناء قوة عسكرية بمحافظة السويداء جنوباً باسم الحرس الوطني، مع وجود دروز معارضين له في هذا التوجه، متهمينه بأنه يحاكي الحرس الثوري الإيراني، ولكن بالتعاون مع إسرائيل وليس مع إيران.
* *
ويتناغم موقف حكمت الهجري مع مظاهرات ينظمها بعض الدروز، وتطوف من حين لآخر بعض الشوارع، مطالبة بالانفصال عن سوريا، وتحمل في مظاهراتها العلم الإسرائيلي، ومنادية بعدم القبول باستمرار السويداء جزءاً من سوريا، وهو تطور خطير قد يفتح المجال أمام مناطق أخرى للانفصال مدعومين من إسرائيل وغيرها.
* *
لكن الدولة السورية برئاسة أحمد الشرع ترفض أي مشروع للتقسيم، وتعتبر أن ما يحدث في السويداء هو صناعة إسرائيلية، وهو إحدى التحديات التي تواجهها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وقد لا تكون القوات السورية في المرحلة الانتقالية جاهزة لمواجهة هذا التحدي الذي يهدد البلاد بالتقسيم، لكنها لن تقبل بأي تغيير يمس وحدة سوريا، وسوف تتصدى له في الوقت المناسب كما أتصور.
* *
نتمنى من حكمت الهجري أن يفكر جيداً بمصلحة سوريا، وأمان السويداء كجزء من سوريا، ويغلب المصلحة السورية على مصلحة إسرائيل، وعلى مصالحه الشخصية ونفر مُؤيّد لموقفه، فإسرائيل التي بارك وشكر دعمها، هي من تحتل الأراضي السورية قبل سقوط نظام بشار الأسد وبعد سقوطه، وهي من توجه ضرباتها بعد سقوط نظام الأسد لمواقع في سوريا دون سبب ودون رد من النظام السوري الجديد، فحذار أن تقع في فخ الاستهداف الإسرائيلي لسوريا.