: آخر تحديث

خواطر دمشقية (2)

3
2
4

حمود أبو طالب

خرجت سوريا من سجن الماضي مثخنةً بالتعب، تتلمّس طريق الحياة من جديد، وتبحث عن السند والمدد من المحبين المخلصين، وكانت المملكة سبّاقة لفتح كل شرايين الدعم لها من منطلق الواجب الحتمي الذي تمليه عرى الأخوة، وأصبح طريق الرياض دمشق نشطاً ومزدحماً بكل ما من شأنه إنعاش سوريا دولة ومجتمعاً، وكان لي شرف السير في هذا الطريق عندما دعاني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للمشاركة في تدشين حزمة جديدة من المشاريع التي ينفذها في سوريا، وكان يوم الأحد الماضي (7 سبتمبر) كرنفالاً إنسانياً وأخوياً بامتياز، احتضنته دمشق بحب غامر، وتم خلاله إطلاق 61 مشروعاً جديداً ضمن 454 مشروعاً مخصصاً لسوريا، بتكلفة تزيد على 5 مليارات ريال.

وهنا نود التنويه عن فلسفة الدعم والإستراتيجية التي ينتهجها المركز باعتباره الجهاز الرسمي المسؤول عن الأعمال الإنسانية التي تقدمها المملكة لكل مجتمعات العالم، والتي وصلت إلى 108 دول، فهو يعمل وفق إطار مؤسسي يعتمد على الدراسات الدقيقة والحوكمة، وينفذ مشاريعه بمنهجية علمية بعد نقاشها بشكل مستفيض مع الجهات ذات العلاقة في الدول المعنية، ووضع جدول أولويات لتنفيذها ومتابعتها بشكل مستمر، وهذا ما حدث بالنسبة لما ينفذ من مشاريع في سوريا، إذ تمّت دراستها بصورة دقيقة من قبل لجان متخصصة في كل مجال بحيث يكون مردودها أكثر نفعاً وأعظم أثراً على المجتمع، وبالتالي فإنها مشاريع تمس أعصاب الحياة وتلبي الحاجات الملحة التي تعين الشعب السوري الشقيق على تجاوز المرحلة الحرجة التي يمر بها.

لقد شملت هذه المشاريع على سبيل المثال لا الحصر احتياجات القطاع الصحي بكل مستوياته وتخصصاته، بالإضافة إلى قطاع البيئة، والأمن الغذائي، وإعادة التأهيل، والدعم المجتمعي، ورعاية الأيتام، وبرنامج التطوع، والكثير من المجالات الأخرى المختلفة في جميع المحافظات السورية.

هذا الدعم الكبير لسوريا الذي تقوده حكومة المملكة ممثلة بمركز الملك سلمان يجد حاضنة شعبية كبيرة، وإسهامات نبيلة من المواطنين، لأن الجميع يتفهمون الظروف التي يمر بها الشعب السوري الشقيق، ويتعاطفون معه بصدق، ويأملون أن يتجاوز مرحلته الراهنة بأسرع وقت ممكن. كان الله في عون سوريا التي نتمنى لها كل الخير، والازدهار والاستقرار.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد