: آخر تحديث

دعــوة حـازمـة

2
2
2

في مواجهة أخطر الانتهاكات التي طالت سيادة دولة قطر الشقيقة، جاء صوت المملكة واضحًا وحاسمًا، ليؤكد أن أمن الخليج كل لا يتجزأ، وأن المساس بأي دولة خليجية هو مساس بالبيت الخليجي بأسره البيان الصادر عن وزارة الخارجية لم يكن مجرد رد فعل، بل رسالة سياسية ودبلوماسية تعكس إدراكًا عميقًا لمخاطر اللحظة، ووعيًا بدور المملكة كقلب الخليج وصمام أمانه.

لقد اختارت الرياض أن تكون في الصف الأول، فأدانت الاعتداء الإسرائيلي الغاشم بأشد العبارات، واستنكرت خروجه السافر على القانون الدولي ومبادئ السيادة، وأكدت تضامنها الكامل مع الدوحة، ووضع إمكاناتها كافة لمساندتها، وفي هذا الموقف تتجلى قيادة المملكة التي لا تتوانى عن حماية استقرار المنطقة، وتضع على عاتقها مسؤولية الدفاع عن محيطها العربي والإسلامي.

ولم يقف الأمر عند حدود البيان، بل عززه اتصال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأخيه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، حيث أكد خلاله وقوف المملكة إلى جانب قطر بكل ما تملكه من إمكانات، مشددًا على أن الاعتداء لم يمس سيادة دولة شقيقة فحسب، بل استهدف استقرار الخليج بأكمله، لقد جسد هذا الاتصال معنى الأخوة الصادقة، ورسالة واضحة بأن الرياض والدوحة صف واحد في مواجهة أي عدوان.

إنها لحظة فارقة تؤكد أن المملكة لا ترى في الاعتداء على قطر حادثًا معزولًا، بل جزءًا من سياسة توسعية تهدد منظومة الأمن الإقليمي والدولي معًا، ومن هنا، فإن تحذيرها من العواقب الوخيمة لاستمرار هذه الاعتداءات يكتسب بعدًا عالميًا، إذ يذكر القوى الكبرى بأن التغاضي عن مثل هذه الانتهاكات يقوض أسس القانون الدولي ويزرع بذور الفوضى.

وفي الوقت الذي تهدف فيه إسرائيل إلى اختبار تماسك الصف الخليجي، جاء الرد السعودي ليقلب المعادلة: تضامن سعودي – قطري يجسد وحدة المصير، فالمملكة تثبت اليوم أن دورها لا يقتصر على حماية أرضها، بل يمتد ليشمل الدفاع عن سيادة أشقائها، وصون أمن المنطقة، وإبقاء الخليج جدارًا واحدًا في وجه كل اعتداء.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد