سهوب بغدادي
فيما انطلقت مبادرة بيوت الثقافة، وهي إحدى مبادرات هيئة المكتبات للمساهمة في تطوير وتنمية المجتمعات، قمت بجولة خاطفة في بيت الثقافة المتواجد في حي التعاون الذي تم افتتاحه مؤخرًا، وشهد إقبالًا واسعًا من قِبل الكبار والصغار وكافة شرائح المجتمع، إذ يشمل البيت -الذي يحاكي البيت في الدفء- مسرحًا جميلًا يتضمن فعاليات وعروضا حية وموسيقية للكبار والصغار.
أيضًا هناك نظام لاستعارة الكتب التي يبلغ عددها ما يوازي سبعة آلاف كتاب في مختلف المجالات، ما بين الأدب والمسرح والفن والتاريخ وغيرها، إذ يعد المكان ملائمًا للدراسة نظرًا للهدوء السائد والسكينة التي تعمه، إضافة إلى توفر الإنترنت وأجهزة الحاسوب وما إلى ذلك من تقنيات، كما سعدت عندما شاهدت الأطفال برفقة أهاليهم يقرأون في ركن الطفل المزود بالكتب الباهية التصاميم والمحتوى باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى تواجد باحة خارجية وحديقة بها ألعاب للأطفال وفعاليات أخرى نتطلع أن يتم تفعيلها في فصل الشتاء إن شاء الله.
إنّ تواجد مثل هذا البيت في كل مدينة بل كل حي من أحياء المملكة أمر جميل لتعميم الثقافة وتسهيل الوصول إليها، فتخرج تلك المبادرة عن كونها مكتبة بالمعنى الحرفي إلى امتزاج ألوان الثقافة بمختلف أشكالها وأطرها في مكان وآنٍ واحد، فتشعر أنَّ لك بيتًا آخر تسكن إليه، كما يقول أهل بيت الثقافة على الدوام «البيت بيتك».