: آخر تحديث

أزمة السوشيال ميديا!

3
3
3

عماد الدين أديب

هناك أزمة كبرى تتعلق بمصداقية ما يتم تداوله على صفحات الصفحة الإلكترونية و«السوشيال ميديا».

في البدء، يجب التأكيد على 3 أمور جوهرية، حتى لا يتم فهم ما نقول بالخطأ:

حق كل إنسان في التعبير بكافة وسائل الرأي، ما دام ما يقوله يلتزم بما هو متعارف عليه من قواعد النشر والقانون.

الرأي هو اجتهاد، ما دام لا يقع تحت دائرة السباب، أو القذف، أو التشهير، أو خطاب كراهية متعمد وشرير.

نسب أي معلومة أو وقائع لشخص أو جهة، يجب أن يكون دقيقاً ومدعوماً.

بعد ذلك كله، نقول إن من أخطر الأمور، هو أن يقوم شخص ما مجهول الاسم، أو يستتر تحت هوية كاذبة، بنشر أكاذيب أو وقائع محرّفة عن عمد، إذا ما وصلت إلى الرأي العام، تؤدي إلى الإضرار بشخص، أو جهة أو حزب أو طائفة أو دولة، ونجعلها – دون مبرر – محل ازدراء من جانب الرأي العام.

الكلمة أمانة ومسؤولية، سوف يُسأل عنها الإنسان يوم الحساب العظيم.

والكلمة مثل الرصاصة، إذا انطلقت يصعب تغيير مسارها أو اتقاء شرها.

بالمقابل، الكلمة الطبية، كما علّمنا سيد الخلق وكافة الرسل والأنبياء، هي «صدقة».

وما يحدث الآن بين كثير من الدول الشقيقة في منطقتنا، هو نوع من «الحرب الكلامية» الشريرة والمدمرة، التي تدعم الشقاق والفرقة، وتأجيج مشاعر الانقسام والكراهية بين الأشقاء.

معظم هذه المعارك مفتعلة، ووهمية وتحريضية، وتسعى لتعميق الانعزالية، والقبلية، والطائفية، والمذهبية، ولا ترى أي شيء إيجابياً، وترى كل شيء سلبياً، وتصدر أحكاماً بالموت المعنوي والاغتيال للسمعة، والتشكيك في النوايا والتجريح المدمر.

التكنولوجيا، التي وفّرتها لنا ثورة الاتصالات، جاءت أساساً لخدمة مصالح البشرية في العلوم والمعارف والتعليم، وخدمة البشر من أجل جودة الحياة، في مجتمع متسامح معتدل، بعيد عن الكراهية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد