منذ نشأتها وإلى اليوم، والمملكة لا تتوقف عن تنفيذ مشروعات البذل والعطاء في الداخل والخارج، في إطار عمل ضخم ومستدام، يستهدف صناعة الخير ونشره، دعماً لمختلف المجالات الخيرية والإنسانية والمجتمعية، الأمر الذي جعل المملكة صاحبة سجل حافل بمبادرات الخير النبيلة، التي تعكس معدن المملكة الأصيل، وحرصها على بناء مجتمع متعاون ومُترابط، يُفعل ثوابت التكافل الاجتماعي، وفق مبادئ الدين الإسلامي الحنيف.
ولطالما كانت مسيرة المملكة في صناعة الخير محل تقدير دول العالم والمنظمات الدولية، التي أشادت بما تقوم به القيادة الرشيدة من مبادرات إنسانية لا حصر لها، من شأنها إغاثة الملهوف، وتقديم العون والمساعدات لمن يحتاج إليها، سواء داخل المملكة أو خارجها، وتحت مظلة رؤية المملكة 2030 عززت المملكة من مسيرتها في صناعة الخير المستدام، التي يوجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويقود تنفيذ مبادراتها ببراعة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكانت آخر تلك المبادرات إطلاق حملة للتبرع بالدم، تحمل اسم سموه.
وتجسد حملة ولي العهد للتبرع بالدم، النهج الإنساني للقيادة الرشيدة -أيدها الله- في ترسيخ ثقافة العطاء، وتعزيز المشاركة المجتمعية، ودعم الجهود الوطنية في القطاع الصحي، بما يضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدم ومكوناته في مستشفيات المملكة كافة، ويسهم في إنقاذ الأرواح، ويتوج من ثقل الحملة وأهميتها، أن إطلاقها تزامن مع تبرع سمو ولي العهد بالدم، وهو ما يحمل رسالة قيّمة لجميع المواطنين والمقيمين، تحفّزهم على المشاركة في هذا العمل النبيل، دعماً لمسيرة العمل التطوعي لدى أفراد المجتمع، ورفع نسبة التبرع الطوعي بالدم في عموم البلاد إلى 100 ٪ من نسبة المتبرعين، تحقيقًا لمستهدفات رؤية 2030، ببناء مجتمع حيوي ينعم بحياة صحية آمنة.
وتستثمر وزارة الصحة الاهتمام الشعبي بحملة ولي العهد للتبرع بالدم، وحثت المواطنين والمقيمين على المشاركة فيها، لتحقيق منطلقات مهمة، أبرزها تعزيز ثقافة التبرع بالدم، وذلك عبر 185 مركزاً معتمداً، تعمل بكامل جاهزيتها، وتقدّم خدمات صحية آمنة، وفق أعلى معايير الجودة في مختلف المدن والمناطق.
وتضاف مبادرة التبرع بالدم إلى حزمة أخرى من المبادرات الإنسانية التي يتبناها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويشرف عليها بنفسه، الأمر الذي يجعل سموه قدوة مُلهمة لجميع المواطنين والمقيمين، في تبني المبادرات الإنسانية التي يحتاج إليها المجتمع، وتنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 نحو مجتمع حيوي يتمتع بجودة الحياة.