: آخر تحديث

جيل التقنية والتعلم السريع

4
4
3

لا يمكن أن نصنع مستقبلاً دون أن يكون لدينا جيل متعلم وواعٍ ومدرك، وكذلك تعليم يستوعب ويواكب المرحلة ويستشرف القادم، خصوصاً من جانب تقني وعلمي.. أعتقد الأعوام المقبلة نحن أمام واقع مختلف ومتقدماً جداً، خصوصاً مع بدء إدراج منهج الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم.

تثقيف الجيل بالتقنية يرتبط بفهم طبيعة هذا الجيل وسرعة استجابته وقدرته العالية على التعلم حين يُتاح له محتوى واضح وتجربة محفزة.. الطالب اليوم يتعامل مع أدوات متعددة، ويمرر يومه بين الشاشات، ويملك قدرة على الفهم والتجربة واكتشاف المعلومة من مصادر كثيرة.. هذا الجيل قريب من التقنية، ويشعر بها، ويستوعبها متى ما قُدمت له بطريقة سهلة ومرتبطة بواقعه.

تعزيز هذا التوجه يحتاج إلى بيئة تعليمية تحفز التفكير وتتيح للطالب أن يسأل ويجرب ويصل.. حين يجد أمامه من يرافقه في التجربة، ويوفر له المعلومة بشكل بسيط وواقعي، تترسخ المفاهيم وتكبر دائرة الفهم.. لأن المشاريع التفاعلية، والأمثلة القريبة من اهتماماته، والأنشطة التي تخرج عن الإطار التقليدي، تصنع أثراً وتزيد من حماسه وارتباطه بالتعلم، نظراً إلى أنه يرى في المقابل ويعيش في واقع سريع الإيقاع، لذلك الزمن الذي نعيش فيه مليء بالفرص، والطالب اليوم في موقع مختلف، يتعامل مع التقنية بشكل يومي، ويتعلم من خلالها، ويملك فضولاً تجاهها وكلما كانت الأدوات مألوفة، والمحتوى واضحاً، والطريقة تفاعلية، ارتفع مستوى الفهم وزادت مساحة التفكير. وهذا ما يجعل التوسع في التثقيف التقني داخل المدارس جزءاً من البناء الحقيقي لهذا الجيل. المعرفة أصبحت مفتوحة في كل وقت، والتجربة أصبحت متاحة بوسائل بسيطة، والمعلومة أصبحت قريبة من الطالب بشكل يومي، وهذا الواقع يتطلب أسلوباً تعليمياً يستثمر في هذه العناصر وينسقها بشكل يليق بقدرات الجيل.

واليوم نحن سباقين في ذلك مع الرؤية ولدينا منظومة تعليم متطورة وتقدم كبير ونظرة مستقبلية نراها اليوم في بدء تدريس منهج الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم العام ضمن خطة تعليمية تركز على المهارات وتواكب تسارع التقنية، من خلال تقديم مفاهيم واضحة تساعد الطالب على فهم الأدوات الحديثة وتطبيقاتها، وتربط بين التعليم والواقع، ما يعزز من جاهزية الجيل للمستقبل ويمنحه فرصاً أكبر للتفكير والعمل والإبداع، فهذه الخطوة تعكس اهتماماً حقيقياً ببناء قدرات الطلاب من سن مبكرة، وترسم مساراً تعليمياً يعتمد على الفهم والتحليل، ويستثمر في وعي الطالب وطموحه ويقوده نحو مستقبل أكثر اتساعاً ووضوحاً.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد