: آخر تحديث

مازالوا يبيعون الوهم...

4
4
3

سارة النومس

كنت أقوم بترتيب مكتبتي في المنزل، فوجدت قصاصات من الورق، كتبت عليها امتناني وتقديري للنعم التي أنعم الله بها علي.

أيضاً من بين الأوراق، أسطر مكررة لأمور أرغب بتحقيقها. ضحكت وقلت لنفسي: «لا أصدق أنني انجرفت وراء تلك الخزعبلات وكتبت أمنيات لا أطمح بتحقيقها»!

أتحدث عن عشر سنوات مضت... في العمر الجيولوجي، هي وقت لا يُذكر، وفي عمر الإنسان، فهي كثيرة وتتغير أشياء كثيرة في هذه المدة.

بدأ الموضوع بكتاب ذي غلاف مميز وألوان ملفتة والعنوان، كلمة، تحدثًت عنه وسائل الإعلام بمبالغة، ظهر بعدها العديد من الشخصيات التي تتحدث عن مضمون الكتاب، يعلّمون الناس الحلم والشغف، كأن الانسان قبلها كان من دون مشاعر... كان الأمر فعلاً كالسحر.

أذكر شخصية نسائية ظهرت فجأة تتحدث عن تحقيق الأحلام، تزوجت رجلاً وسيماً لتدلل على صدق ما كانت تتحدث عنه... أرتنا شعرها الكثيف بفضل الطاقة وسيارة أحلامها. أذكر وقتها، اننا كلنا أردنا شراء السيارة واعتبرناها صعبة، علماً أن أي شخص في الكويت يستطيع الحصول على السيارة نفسها وليس بحاجة لأن يحلم بها.

قرأت جملاً كتبتُها وضحكت على نفسي... كنت أكتب أمنيات لا أتمناها، كان الموضوع عبارة عن مجموعة من الصديقات، صدقن ما كان يُقال وقمن بعمل المثل، علّها تتحقق فقط للإثبات النظري لا بهدف الوصول إلى حلم.

وعلى الرغم من فضح العديد من الشخصيات التي باعت الوهم بمقابل مادي، لاتزال مواقع التواصل الاجتماعي يضج بتلك الشخصيات، التي تبيع الوهم باسم الطاقة.

عزيزي القارئ، انظر إلى الشخص الذي يتحدث إنه يتقن لغة الجسد. يعتقد الناس أنه متمكن وذو خبرة وحقق كل أحلامه، لو وصل هو حقاً للثراء والمجد، هل سيبادل النعيم والهدوء الذي يحلم به كل شخص يريد الثراء مقابل إعطاء محاضرات عن كيفية الوصول للأهداف؟

حتى أغنى رجل في العالم إيلون ماسك الذي فضح أهدافه أمام العلن ويصرف المال كي يصل الى حلمه بالوصول الى الفضاء، لا تنسى كيف استغل نفوذه السياسي بتقربه من الرئيس دونالد ترامب كي يحقق جزءاً كبيراً من أهدافه العلمية واستغلاله للقنوات الإعلامية.

هكذا يتصرف أصحاب الأهداف العظيمة، حتى وإن كانت أحلامهم صعبة، فهم يحاولون من دون حضور دورة فن طاقة وكتابة الأحلام، ووضع الورقة تحت الوسادة كي تتحقق.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد