إيلاف من الرباط:سجلت تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج العام الماضي رقماً غير مسبوق بلغ 117مليار درهم (حوالي 11,7 مليار دولار)،وفق ما أعلن عنه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
وأقر وزير الخارجية المغربي،في رسالة جوابية توصل بها مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)، بأن الأثر الاستثماري لهذه التحويلات لا يزال محدوداً، إذ لم تتجاوز نسبتها 10 في المائة من المبالغ الإجمالية، في حين لم تتعدّ الاستثمارات المنتجة نسبة 2 في المائة.
وقال بوريطة إن "الحكومة أطلقت سلسلة من الإجراءات الرامية إلى تشجيع مغاربة العالم على الاستثمار داخل البلاد، وفي مقدمتها الصيغة الجديدة من صندوق دعم استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج "MDM Invest"، الذي يمنح منحة استثمارية تصل إلى 10 في المائة من كلفة المشروع، في حدود خمسة ملايين درهم( 500 الف دولار) ، مع إلزام المستفيدين بتوفير مساهمة ذاتية لا تقل عن 20 في المائة من التكلفة".
وأوضح الوزير المغربي أن البرنامج جرى تدعيمه بإطلاق آلية تمويل موازية "MDM Tmwil"، بتنسيق مع مؤسسة "تمويلكم"، لتوفير دعم تكميلي للقروض البنكية، فيما تم في الآن ذاته تفعيل مبادرات أخرى موجهة للمقاولين المغاربة في الخارج، والتي تتيح إمكانيات التشبيك والتواصل وربط جسور التعاون مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين الوطنيين، بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب.
في السياق ذاته، أفاد الوزير بوريطة بأن الحكومة أطلقت برامج تأطير ومواكبة لفائدة مغاربة العالم حاملي المشاريع في فرنسا وبلجيكا، ضمن إطار شراكات ثنائية، من أبرزها برنامج "Maghrib Entrepreneurs" المخصص للجالية المغربية في فرنسا، و"Maghrib Belgium Impulse" لفائدة المستثمرين من مغاربة بلجيكا، وهما مشروعان يهدفان إلى تسهيل إنشاء مقاولات صغيرة ومتوسطة ومواكبتها منذ مرحلة التأسيس.
كما أطلقت الوزارة برنامج "POMIRE"، بشراكة مع وكالة التعاون الألماني، والممتد إلى غاية 2026، والذي يستهدف تعزيز مساهمة المغاربة المقيمين بألمانيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة.
في السياق ذاته، جرى إحداث خلية خاصة بمواكبة المستثمرين المغاربة المقيمين بالخارج، لتقديم المعلومات والتوجيه اللازم، ومتابعة سير مشاريعهم في مختلف المراحل.
وفي ما يتصل بتعبئة الكفاءات، أوضح الوزير بوريطة أن الحكومة شرعت في تنزيل المشروع المتعلق بإنشاء آلية وطنية لتعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، وذلك في أفق إطلاق النسخة التجريبية بعد الانتهاء من مختلف الدراسات المرتبطة بالمشروع. وتهدف هذه الآلية،حسب بوريطة، إلى توفير منصة رقمية متعددة اللغات لتعزيز التواصل مع الكفاءات، وتوفير إطار للتبادل والتعاون، فضلاً عن إحداث منظومة للرصد المعلوماتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مع احترام المعايير القانونية والأمنية المتعلقة بحماية المعطيات الشخصية.
كما أشار الوزير بوريطة إلى إعادة إطلاق برنامج "فينكم"، بشراكة مع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، بهدف تعبئة الخبراء والباحثين المغاربة بالخارج، وتأطير مشاريع البحث العلمي، والإشراف على أطروحات الدكتوراه، والمساهمة في نقل التكنولوجيا، وتشجيع الابتكار، وخلق هياكل بحث مشترك بين المغرب ومؤسسات أكاديمية بالخارج.
وتأتي هذه المبادرات، وفق ما أكده بوريطة، في سياق التفعيل العملي للتوجيهات الملكية، لاسيما تلك التي وردت في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، والذي دعا فيه الملك محمد السادس إلى إعادة هيكلة الإطار المؤسساتي المعني بشؤون الجالية، والتسريع بإخراج القانون المنظم الجديد لمجلس الجالية المغربية بالخارج،وإحداث "المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج"، كآلية تنفيذية مركزية لتنسيق وتبسيط وتفعيل السياسة العمومية الموجهة لهذه الفئة من المواطنين المغاربة.