: آخر تحديث

معركة لا تُحرّر وطناً ولا تحمي بشراً!

3
3
2

حمد الحمد

دكتور خليجي ظهر أخيراً في مواقع التواصل وراحت تجذب أحاديثه الكثيرين، سمة كلامه فكر إسلامي خارج الواقع المعاش، وسبب إعجاب الجماهير بصوته أنه يقدّم (ما تريده الجماهير، أو الجمهور عايز كده)، لو أن ذلك الفكر لا يتوافق مع الواقع، أو مع أصل ديننا.

يتحدث عن اقتناع معجب بثبات المقاتلين في غزة طوال هذه الفترة، حيث يقول إن النصر في غزة لم يتأخر، وإذا كنا ننتظر مكاسب دنيوية هذا ليس الهدف، إنما الثبات في المعركة هو الهدف، لهذا ننتظر المكاسب يوم القيامة.

وهو معجب بأسلوب القيادات في غزة، «حماس» و»الجهاد»، ومعجب بتعليم الصغار في المساجد هناك لأن الطفل يتعلّم الثبات والصمود، وهذا التعليم لا نجده في مكان آخر. لهذا يؤكد أن النصر لم يتأخر، والثبوت في المواقف هو الأهم وتنتصر المكاسب في ما بعد أو لاحقاً.

مع احترامي له ومن المعجبين بكلامه، فإنني أرى أن الثبات الذي طال حتى الآن وسيكمل سنتين لم يبق حجراً على حجر، واستشهد من أهل غزة أكثر من 60 ألف مسلم، إضافة إلى أكثر من 100 ألف جريح ومعاق، وآلاف الأطفال فقدوا حياتهم، والمدارس التي تحدث عنها لا نسمع لأجراسها صوتاً ولا معلمين هناك... أين غزة بعد «طوفان الأقصى»؟

إنما خراب في العمار ودمار في الأبدان ونهاية في الأعمار.

لأن لو رجعنا لديننا يفترض أن نتبع «وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلمِ فَٱجنَح لَهَا وَتَوَكَّل عَلَى ٱللَّه» و«وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»، وحتى غزوات البوادي في الصحارى تأخذ نهج ديننا نفسه إذا وجد الغازي أن الدمار سيلحق به. يتوقف أو يسلم نفسه هذا أجدى وأسلم...

لا نقول استسلموا لليهود وانسوا القضية، إنما نقول «طوفان الأقصى» معركة تبدو لا تحرر وطناً ولا تحمي بشراً.

نتمنى نهاية لما حدث، فصور الجوعى من أهل غزة تهز العالم، والكل في موقف المتفرج.

نأمل انفراجة قريبة بإذن الله.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد