: آخر تحديث

من كتاب الأغاني

2
2
2

عبدالله خلف

في كتاب «الأغاني»، يوضح أبو الفرج الأصفهاني، كيف انتقل الغناء من مكان إلى آخر؛ فمثلاً من العراق إلى الأندلس، ومنهما إلى أوروبا، وعن طريق شاب موصلي اسمه «زرياب» عَرف الغناء مع الموسيقى ثم انتقل إلى الأندلس في عهد هشام بن عبدالرحمن، أمير الأندلس، فاحترمه هشام وقدّر موهبته، وكان جميل الصوت ماهراً في عزف الآلات الوترية.

ولما ذهب زرياب، هو أبو الحسن علي بن نافع مولى المهدي الخليفة العباسي، و(زر) هو طائر ذهبي... نشأ في بغداد وأتقن فن الموسيقى والغناء على يد إسحاق الموصلي، الذي قدمه إلى بلاط الرشيد، إلا أن إسحاق داخله الحسد لسطوع نجم زرياب فآثر الخروج من بغداد إلى الأندلس وله الفضل في انتشار الموسيقى العربية في الأندلس... فأدخل المشارقة الفن الغنائي المغرب وغنوا «الموشحات». وكانت أوتار العود أربعة فزاد عليها زرياب لتصير خمساً، وقد أثنى عليه ابن خلدون في مقدمته ثناء رفيعاً. كما أثنى عليه حسين أحمد أمين، ضمن كتابه «تاريخ الإسلام».، وقد كان للغناء في العصر العباسي، مجالس شهيرة، وكانت هناك آداب للسماع والتذوق والطرب، وقواعد وأسس للغناء...

وتحدث الشعراء عن المجيدين في الغناء، فابن الرومي على سبيل المثال يجد عدداً غير قليل في القصائد في وصف مطربي عصره وأحياناً قصائد في هجاء بعضهم.

وتحسب العين فكّيه إذا اختلفا

عند التنغُّم فكى بغل طحّان

وأيضاً

وإذا ترنّم، لا تُرنم بعدها

وشدا بقول ضاحكاً أو عابساً

أما المغنون والمغنيات الجيدون، فإن ابن الرومي من خلال وصفه لهم يضع معياراً للمطرب أو المطربة الجيدة، فيقول عن المطربة (وحيدة):

تتغنى كأنها لا تُغني

من سكون الأوصال وهي تُجيد

يسهل القول أنها أحسن الـ

أشـياء طُرّاً ويصعب التحديد

عيبها إذا غنت الأحــــــ

ـــــــرار أضحوا وهم لديها عبيدُ


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد