: آخر تحديث
لجنة تحقيق أممية:

روسيا تستمر في ارتكاب مزيد من جرائم الحرب

27
26
23

جنيف: أصدرت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة تقريرا جديدا الجمعة حول الجرائم التي ترتكبها روسيا خلال حربها على أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من عامين، بيّن حصول عمليات تعذيب وعنف جنسي وارتفاع عدد القتلى المدنيين بالإضافة إلى سرقة ممتلكات ثقافية.

ووجدت لجنة التحقيق التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان بعد 16 زيارة لأوكرانيا ومقابلات مع 422 امرأة و394 رجلا "أدلة جديدة على أن السلطات الروسية انتهكت حقوق الإنسان الدولية والقوانين الإنسانية الدولية وارتكبت جرائم حرب".

وأشار التقرير الذي يستكمل التحقيقات السابقة التي أجرتها اللجنة ونشرت العام الماضي إلى أن "اللجنة تشعر بقلق بالغ إزاء حجم الانتهاكات والجرائم التي حقّقت فيها ومدى خطورتها واستمرارها، فضلا عن تأثيرها على الضحايا والمجتمعات المتضررة".

وأوضح المحققون أن هذا التقرير "يؤكد الاستنتاجات السابقة التي تفيد بأن تعدد هذه الهجمات (في أوكرانيا) يظهر عدم اكتراث القوات المسلحة الروسية بالأضرار التي يمكن أن تلحق بالمدنيين".

"عمليات تعذيب منهجية"
ولفتوا إلى وجود "أدلة جديدة تؤكّد النتائج السابقة التي توصلت إليها اللجنة والتي تفيد بأن عمليات التعذيب التي ترتكبها السلطات الروسية في أوكرانيا وفي روسيا الاتحادية منتشرة على نطاق واسع ومنهجية".

ووصف التقرير "المعاملة المروعة" التي يتعرض لها أسرى الحرب الأوكرانيون في مراكز احتجاز في روسيا الاتحادية.

وكتب المحققون في التقرير "تكشف قصص الضحايا عن معاملة وحشية وقاسية سبّبت لهم أوجاعا ومعاناة أثناء احتجازهم لفترة طويلة، مع تجاهل صارخ للكرامة الإنسانية".

ويتحدّث التقرير بشكل مفصّل عن مصير جندي أوكراني احتجزته السلطات الروسية وعذبته في العديد من مراكز الاحتجاز.

وروى "تجربته في مجمّع سجون مدينة دونسكوي في منطقة تولا حيث تعرّض للتعذيب بشكل متكرّر تسبب في كسور في عظامه وأسنانه وحيث ترك مصابا بغَرغَرينا في إحدى قدميه".

وقال الجندي "فقدت الأمل والإرادة في الحياة" مضيفا أنه حاول الانتحار لكنّ المعتدين ضربوه مجددا. وبعد إطلاق سراحه، أدخل المستشفى 36 مرة وفق المحققين.

من جهتها، قالت فريندا غروفر، أحد أعضاء اللجنة، في مؤتمر صحافي في جنيف إن طبيعة التعذيب ونمطه والأساليب المستخدمة خلاله "تشير إلى وجود سياسة محددة بشكل أوضح".

ووثق التقرير أيضا "عمليات اغتصاب وأشكال عنف جنسي أخرى تعرّضت لها نساء في ظروف تصل إلى حد التعذيب" ووجد "أدلة إضافية على نقل غير قانوني لأطفال إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية".

كاتدرائية أوديسا
وكانت هذه المرة الأولى التي تبحث فيها اللجنة أيضا في مصير قطع ومحفوظات ثقافية في الأراضي المحتلة، وشمل تحقيقهم خصوصا مدينتَي خيرسون وأوديسا.

وتبيّن أن "السلطات الروسية نقلت قطعا ثقافية من متحف خيرسون للفنون وأرشيفات مقاطعات" إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في العام 2014.

وأضاف التقرير أنه "بحسب تقديرات موظفي المؤسستين، أُخذت أكثر من 10 آلاف قطعة من المتحف و70 بالمئة من الوثائق من المبنى الرئيسي لأرشيف الدولة".

وكانت السلطات المحلية شددت على ضرورة حماية هذه المواد الثقافية.

واعتبر المحققون أن السلطات (الروسية) ارتكبت جريمة حرب باستيلائها على الممتلكات الأوكرانية، خصوصا عبر قانون أقرّ في آذار (مارس) 2023 ينص على أن هذه الممتلكات والأرشيفات التي استُحوذ عليها هي ملك لروسيا.

وفي ما يتعلق بمدينة أوديسا، عرض التقرير تفاصيل القصف الروسي الذي أمطرها في نهاية تموز (يوليو) 2023 والذي طال مباني ثقافية ودينية وتاريخية "تقع كلها في المركز التاريخي" للمدينة، بما فيها كاتدرائية التجلي.

وختم التقرير أن "هذه الهجمات أصابت ممتلكات ثقافية تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار