مصير تايوان المؤسف هو أنها ستكون دائماً عرضة لخيانة الولايات المتحدة. وقد يكون هذا الخطر في ازدياد. لذا يدعم صقور الحزب الجمهوري يدعمون المرشح الرئاسي الخطأ.. دونالد ترامب.
إيلاف من دبي: يعد التصريح الأخير الذي أدلى به المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري المفترض دونالد ترامب حول تايوان مؤشرا آخر على أن السياسة الخارجية الأميركية يمكن أن تغير مسارها بشكل كبير إذا فاز، إذ يرى العلاقات الخارجية باعتبارها معاملات اقتصادية.
في مقابلة مع فوكس نيوز في 21 يناير، رفض ترامب تحديد ما إذا كان سيأمر القوات الأميركية بالتدخل إذا هاجمت الصين تايوان. وبعد أن أثار المحاور موضوع تايوان، قال ترامب: "استولت تايوان على كل أعمالنا في مجال الرقائق. يجب أن نوقفهم".
يقول ديني روي، هو زميل أقدم في مركز الشرق والغرب في هونولولو، ومتخصص في القضايا الاستراتيجية والأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ: "يدعو تفكير ترامب إلى التشكيك في الحجة التي ساقها مراقبون مثل أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد ستيفن والت، ومفادها أن سياسة الولايات المتحدة في التعامل مع الصين لن تتغير كثيرا بغض النظر عن النتيجة في نوفمبر المقبل. ويشير والت إلى أن بعض وثائق السياسة الرسمية التي صدرت خلال إدارة ترامب وصفت الصين بأنها منافس للتفوق الأميركي. بالمثل، تربط إدارة جو بايدن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين بالمنافسة الحادة المتزايدة".
أساليب غير معتادة
مع ذلك، فإن أساليب ترامب تجاه الصين وتايوان تعتبر غير معتادة في مجتمع صنع السياسات ومن شأنها أن تحرف سياسة الولايات المتحدة نحو اتجاه مختلف إلى حد كبير عن النهج الذي من المرجح أن يتبعه أي من منافسي ترامب الرئيسيين، بايدن أو المنافسة الجمهورية نيكي هايلي.
يضيف روي: "ترامب غير مهتم بتعزيز أو الدفاع عن نظام دولي ليبرالي، وكان يركز دوماً على نحو غير مبرر على العجز التجاري مع الصين، ولم يتحدث كثيراً عن المنافسة الجيواستراتيجية بين الصين وأميركا أو التأثير السلبي الذي يخلفه النفوذ العالمي الصيني على القواعد والأعراف الدولية. ويبدو أنه يعتقد أن معالجة العجز التجاري، إن لم يكن إصلاحه فعليا، يجعل العلاقة صحيحة". ففي حفل التوقيع على صفقة "المرحلة الأولى" في يناير 2020، قال ترامب إنه و"صديقه العزيز جدًا" شي جين بينغ "يصححان أخطاء الماضي ويقدمان مستقبلًا من العدالة الاقتصادية والأمن للأميركيين"، ناهيك عن أن ما يسمى "الحرب التجارية" مع الصين أضرت بالأميركيين من دون أن تؤدي إلى تحسين كبير في عدم المساواة النظامية في العلاقات الثنائية، وأن الصين لم تف بالتزاماتها كجزء من صفقة المرحلة الأولى لشراء المزيد من السلع الأمريكية الصنع.
يحتقر الحلفاء
بحسب ما يقول روي في مقالة نشرها موقع "ناشونال إنترست" الأميركي، يحتقر ترامب تحالفات أميركا، وينظر إلى الحلفاء باعتبارهم مستفيدين بالمجان، وينظر إلى واشنطن باعتبارها دولة مغفلة تدفع تكاليف الدفاع للدول الغنية بالقدر الكافي للدفاع عن نفسها. وترامب لا يطمح إلى تحرير السياسة الدولية، بل على العكس من ذلك، واضح أنه معجب بالزعماء المستبدين، وخاصة شي جينبينغ. وهو أعرب عن إعجابه بشي شخصياً وبأساليب الحكم التي يتبعها.
لذلك، "ليس مستغربًا ألا تكون القيمة الاستراتيجية والأيديولوجية لتايوان بالنسبة للولايات المتحدة في مقدمة اهتمامات ترامب"، كما يقول روي. فتايوان هي الجزء الأكبر والأكثر أهمية من "سلسلة الجزر الأولى" التي يحتمل أن تعيق قدرة الصين على بسط قوتها شرقاً في المحيط الهادئ. كما تعد تايوان مثالاً للتحول الديمقراطي الناجح بتشجيع من الولايات المتحدة ومنارة للإلهام للمجتمعات الآسيوية الخاضعة حالياً للحكم الاستبدادي.
يختم روي: "احتمال تضحية واشنطن بتايوان في صفقة مع الصين سوف يرتفع بشكل كبير في ظل إدارة ترامب. صحيح أن بعض مستشاري ترامب دفعوا البيت الأبيض إلى وصف الصين بأنها منافس عالمي منهجي خلال فترة ولايته الأولى. لكن في فترة ولاية ثانية، سيكون ترامب أكثر خبرة في صلاحيات ومهام الرئاسة. وسيتذكر أيضًا خيبة أمله تجاه المتخصصين في السياسة الخارجية. لذلك، مرجح أن يعتمد ترامب هذه المرة بشكل أكبر على ميوله الخاصة ويقلل من التركيز على الخبرة المهنية في اختيار من يعينهم".
المصدر: "ناشونال إنترست"