عندما دشن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رؤية المملكة 2030، كان سموه يستهدف النهوض بالمملكة والارتقاء بها، حتى تكون في مصاف الدول المتقدمة، وذلك عبر استثمار المزايا النسبية التي تتمتع بها البلاد، وركزت الرؤية في برامج التطوير، على استحداث التقنيات الحديثة، وتفعيلها في مفاصل الدولة، وجعلها عنصراً أساسياً في أجهزة الدولة ومؤسساتها، ولأن قطاع العقار من أهم القطاعات الاقتصادية والاستثمارية بالمملكة، فكان من المهم تفعيل التقنيات الحديثة في مشاريعه، لتحقيق أقصى استفادة منها، ويتولى مؤتمر «بروبتك السعودية» هذه المهمة بحرفية عالية، تؤتي بثمارها عاماً بعد آخر.
ومع استعداد الهيئة العامة للعقار لإطلاق النسخة الثالثة من مؤتمر «بروبتك السعودية»، في أكتوبر المقبل في العاصمة الرياض، ينتظر أن تشهد مشاريع القطاع المزيد من التقنيات الحديثة، التي توفر حلولاً حديثة، تزيد من عدد المنتجات العقارية وتنوعها وكفاءة الاستفادة منها، ومن هنا يُعد «بروبتك السعودية» المناسبة السنوية التي يلتقي فيها جميع المعنيين بالتقنية العقارية، بدءًا من مالكي العقارات ومديريها، مروراً بالشركات الناشئة، والمستأجرين، وليس انتهاءً بجميع الأطراف المعنية بالاستثمار في قطاع التقنية العقارية في المملكة.
ويدرك «مؤتمر بروبتك» أهمية تفعيل التقنية العقارية، ودورها في تطوير مستقبل القطاع، وهو ما يعطي مؤشرات حقيقية بأن القطاع يسير في الاتجاه الصحيح، ليس لسبب سوى أن التقنيات العقارية، هي أحد الممكنات التي تسهم من خلالها فئة المبدعين والمبتكرين، في رسم المستقبل الواعد للقطاع ومشاريعه، ونجح المؤتمر في نسختيه السابقتين، في دعم ثقافة الابتكار، والإسهام في توفير فرص مميزة، لنمو القطاع العقاري، فضلاً عن استقطاب أفضل الخبرات العالمية في هذا المجال، من أجل التوصل إلى أفكار من خارج الصندوق، تدعم مشاريع العقار، وتساعد في الحصول على منتج عقاري مميز، بأقل الأسعار.
وحتى يحقق «مؤتمر بروبتك» أهدافه العليا، سيركز بصفة أساسية على تبادل المعرفة والتعاون بين الخبراء الدوليين في قطاعي العقارات والتكنولوجيا، مما يولد بيئة تمكّن المفكرين وأصحاب الخبرات الرائدة من توظيف مجال الابتكار لخدمة مستقبل القطاع العقاري، ومن هنا ليس من المستبعد أن تركز فعاليات المؤتمر على موضوعات مهمة، ذات بُعد تقني، مثل تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والابتكار وريادة الأعمال في مستقبل التكنولوجيا العقارية، والنظام التشريعي للتكنولوجيا العقارية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في بروبتك، إلى جانب التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا العقارية، ودورها في النهوض بالاستثمارات المستدامة في القطاع، مع التطرق إلى حلول بروبتك في التنمية الحضرية، وتأثير بروبتك على سلاسل التوريد، والاتجاهات والتقنيات الحديثة في العقار، ومستقبل الأتمتة في قطاع العقارات.
وما كان لـ»مؤتمر بروبتك» أن يحقق أهدافه وتطلعاته، لولا أنه حرص في استراتيجيته العامة، على جمع مطوري العقارات، والمستثمرين، ورؤساء رأس المال، ورجال الأعمال الناشئة في مكان واحد، لتبادل الأفكار والمقترحات، حيث يلتقي التقليد بالابتكار، وتتحول الاحتمالات إلى إنجازات، الأمر الذي يوفر فرصاً لا مثيل لها في مشاريع العقار، وتعزيز التعاون بين بشكل مبسط بين المستفيدين من القطاع.