مع قرب بداية الموسم الكروي الجديد لهذا العام نذكر المتابعين بمتابعة حلقات مسلسل (البحث عن الموضوعية).. أبطال هذا المسلسل هم مجموعة من مشجعي الأندية يطلق عليهم مسمى (إعلام الأندية).
هذا الإعلام تتحكم فيه الميول بدرجة تجعله غير قادر على طرح فكر رياضي موضوعي، غير قادر أو راغب في التخلص من فكر التشكيك.
سيبدأ الموسم الجديد وسيعود نفس الفكر والطرح السطحي الذي يغذي التعصب الرياضي في تعارض واضح مع الدور المؤثر للإعلام في التثقيف ونبذ التعصب الأمر الذي يجعل المتلقي يتساءل عن المؤهلات الرياضية والثقافية التي تؤهل بعض المشجعين للانتماء للإعلام الرياضي ومخاطبة الجمهور.
من يعتقد أن ما سبق فيه شيء من المبالغة فليتابع ما يطرحه إعلاميو الأندية في وسائل الاتصال المختلفة، وسوف يلاحظ أن الفكر لم يتغير وأن إعلام الأندية أو النقد الرياضي بحاجة إلى تطوير شامل حتي يرتقي إلى النهضة التنموية التي تعيشها المملكة في المجالات كافة.
ستفتح الستارة على مشاهد الموسم الكروي الجديد، لا جديد، سوف يسمع ويقرأ المتلقي نفس الأفكار، نفس الاتهامات، نفس التشكيك، اللجان، التحكيم، الجدولة، الملاعب، الفار، الدعم.. إلخ.
تكرار ممل، وفكر لا يخدم المتلقي، ولا يخدم الأندية، يبحث المتلقي عن طرح مفيد، عن تحليل فني، عن فكر موضوعي، عن إضافة، عن آراء منطقية، فلا يجد إلا عددا محدودا من الإعلاميين المتحررين من الميول القادرين على تقديم نظرة تحليل شمولية تقيم أداء الأندية من الجوانب الإدارية والفنية والمالية.
إعلام الأندية يفقد التأثير الإيجابي، لماذا؟ لأنه مشغول بالمناكفات، إعلام الأندية لا يقوم بدور تثقيفي لأن كثيرا من المنتمين لهذا الإعلام هم من المشجعين وليس من الإعلاميين أو النقاد، الناقد الموضوعي لا يتخذ موقفا مسبقا لا يتغير من ناد أو مسؤول أو حكم، الناقد الموضوعي لا يطرح أحكاما قاطعة ثابتة في كل الظروف بدون حيثيات علمية موضوعية، الناقد الموضوعي لا يتصف بالنرجسية.
النقد الموضوعي لا يتجاهل العنصر الأهم في أي منظمة وهو الإدارة، هذه الإدارة يرتفع بها الثناء إلى القمة بمجرد الفوز على المنافس وتوصف الإدارة بأنها استثنائية ويوصف رئيس النادي بأنه بطل، ثم يتحول الثناء إلى هجاء ويطالب (النقاد، إعلام الأندية) برحيل الإدارة بمجرد خسارة مباراة واحدة، التقييم الموضوعي الشامل غير موجود حيث يحل محلها نظرة عاطفية حماسية لا تستحق أن توصف بالنقد وبالتالي فإن بعض المشجعين الذين دخلوا مجال الإعلام الرياضي لم يتمكنوا من التحول من مشجعين إلى نقاد لأن متطلبات النقد مختلفة عن متطلبات التشجيع والناقد الذي يبحث عن الحقيقة لا تسيطر عليه العاطفة والميول ولا ينطلق في نقده من مواقف سلبية مسبقة، النقد هو التقييم والتقييم عملية شاملة تتطرق للسلبيات وتبرز الإيجابيات، النقد بناء والانتقاد شيطنة تخترع السلبيات إن لم تجدها. هنا، من المهم التفريق بين إعلام الأندية والإعلام الرياضي بشكل عام، ويمكن القول إن إعلام الأندية لا ينتمي لمنظومة ومفهوم الإعلام، ولا ينتمي أيضا لعالم النقد الرياضي.
يعود الموسم الكروي ولا يزال البحث جاريا عن الموضوعية وعن النقد الرياضي العلمي وليس الانتقادات الحماسية الانفعالية التي تستهدف الاثارة والمتابعة، مسؤولو الرياضة في المواقع المختلفة ينتظرون ويحتفون بالنقد البناء وتقديم الاقتراحات والحلول، أما حفلات الثناء والهجاء والمناكفات والتشكيك وتوزيع الاتهامات فهو فكر غير مفيد وغير لائق وخارج عن مسار التنمية الشاملة للمملكة وثقافة التطوير التي تطرق أبواب المجالات كافة وتفتح لها.