نتمنى دوماً تكوين صداقات نافعة ومتوازنة، لكننا نغفل عن سؤال المواصفات الواجب توفرها في الصديق المثالي! ذلك لأن الصداقة ليس مجرد قضاء وقت وتسلية، بل علاقة عميقة تصنع فرق نوعياً في الحياة، وقد تحدد اتجاهك ومستقبلك.
هذه المرة لم أبحث في بطون الكتب وبين سطور الدراسات عن تلكم المواصفات، بل اختبرت منصات الذكاء الاصطناعي المتنوعة، وخرجت ما تقاطعت به هذه المنصات من مواصفات:
"الصدق" هو العمود الفقري لأي علاقة ناجحة، صديق لا يخفي الحقيقة، ولا يجامل على حسابك، هو من يطمئنك أنكما في علاقة صحية ومتوازنة، خاصة حينما تواجه قرارات مصيرية، مثل الزواج أو الوظيفة، أو حتى خوض غمار عالم الأعمال، إن وجود صديق صادق يعطيك رأياً واقعياً بعيداً عن المجاملات، هو بحد ذاته أمان لك وله.
صديق "يدعمك في وقت الضيق"، هو من يستحق كلمة "صديق"، كثير ممن قد نطلق عليهم مسمى "صديق" يصفقون للنجاحات ويحضرون الحفلات، لكن القليل منهم يقف معك وأنت تمر بأزمة! بل للأسف قد تجابه منهم الصد والهجران حال السقوط!
صديقٌ "يشبهك في القيم"، ليس من الضروري أن يكون الصديق نسخة كربونية منك! فيما تحب وتهوى أو ما تكره وتبغض، لكن المهم أن تكون هناك قواسم مشتركة في المبادئ والقيم، حينما يشترك معك صديقك في الاحترام، الطموح، الالتزام، ونحو ذلك، تكون علاقتكم أقوى وأعمق، والعكس بالطبع صحيح!
صديق "يلهمك ويطورك"، الصديق الحقيقي ليس من يسمعك ويشاركك فقط؛ بل من يلهمك أن تكون نسخة أفضل من نفسك، ويساندك في تقدمك نحو الأفضل، فوجود صديق يحب القراءة يحمسك لتصفح كتاب، وصديق رياضي يشجعك أن تستمر في ممارسة الرياضة، هنا الصداقة تتحول من مجرد علاقة اجتماعية إلى مشروع نمو.
في النهاية صديق "يتقبلك كما أنت"، لأن أفضل صديق هو من يفسح المساحة لتكون على سجيتك بدون أقنعة أو تصنع، تستطيع أن تضحك وتخطئ دون خوف من حكم حاد أو انتقاد جارح، كما يحدث مع الأصدقاء السطحيين.
تُجمع منصات الذكاء الاصطناعي أن التركيز على جودة الأصدقاء المقربين أهم بكثير من الانشغال بكثرة الأصدقاء وتنوعهم، فالصديق الصادق، الداعم، المتقارب معك في القيم، الملهم، والمتقبل لك، هو من يصنع فرقاً حقيقياً في حياتك، لأن الصداقة ليست ترفاً اجتماعياً، بل ضرورة نفسية ومعنوية لنا جميعاً، لا يمكن أن نعيش بدونها مهما حاولنا.