: آخر تحديث

اللومي الحساوي المدهش

1
1
1

أحمد المغلوث

كان مشهد مجموعة من النساء اللواتي تجمعن في رواق بيتنا القديم وهن جالسات متربعات بعضهن يقطعن اللومي الحساوي الشهير أنصافاً، وبعضهن الآخر يقمن بعصر هذه الأنصاف داخل زجاجات من بقايا مشروب عصير شهير مشهور، ومن ثم يقمن بخزنه في مكان بارد ومظلم للحفاظ على طعمه وتميزه.

تذكرت ذلك وأنا أشاهد لقطات من مهرجان (اللومي الحساوي) الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء في نسخته الثانية، بحضور معالي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة م. منصور المشيطي، والذي أعدته غرفة الأحساء احتفاءً به أعادني هذا الاحتفاء بالليمون الحساوي الشهير إلى الماضي وكيف كانت عائلات وبيوتات الأحساء تحتفي به احتفاءً يليق به، فهو من المحاصيل الزراعية المحببة لدى مختلف أبناء الأحساء والخليج كونه يدخل في مكونات بعض الأطعمة الشهيرة وحتى المشروبات نظراً لتميز طعمه خاصة كعصير بارد أو مشروب ساخن مع الزنجبيل أو حسب ما تشير المراحع البحثية تواجد «اللومي منذ القدم» وذلك من خلال القادمين عبر ميناء العقير فالمعروف أن الأحساء أو «الحسو» كانت ومنذ القدم لها علاقة بدول شرق آسيا عبر سكانها القدامى الكنعانيين الذين كانوا يسكنون في «الجرها» بالقرب من ميناء العقير قبل هجرتهم إلى شمال الجزيرة العربية هذا ومنذ القدم تفنن سكان الأحساء في إعداد الأطباق والمأكولات والمشروبات المختلفة التي يدخل فيها «اللومي الحساوي»، كان من ضمن المكونات كما هو حاصل في أطباق الكبسة أو «المرق»، حيث يوضع الليمون الأسود المجفف ضمن المكونات والبهارات التي اشتهرت بها الأحساء على مر العصور أو من خلال أطباق السلطات كزينة، بل وهناك من يقوم بعمل «مخلل» من هذا الليمون المدهش وخصوصاً أنه يحظى بإقبال وتقدير كبير لدى أبناء المنطقة، بل الوطن وحتى دول الخليج، واشتهرت الشقيقة عمان بتجفيف الليمون وتصديره إلى أسواق المنطقة وغيرها.

وفي السنوات الأخيرة بات اللومي الحساوي منافساً لتمور الأحساء من حيث الإنتاج والتسويق، بل بات يجد إقبالاً كبيراً، وخلال مهرجان اللومي عرضت منتجات وابتكارات تسويقية مدهشة، حظيت بإقبال كبير من قبل زوار المهرجان ومن الطريف أن شرب عصير الليمون في الصباح يساعد على مزيد من النشاط والحيوية لذلك قام العم «أحمد المغلوث» أبو حمد -رحمه الله- والذي كان ينفذ مشروع «الري والصرف» بالأحساء في التسعينات أيامها بتقديم عصير الليمون البارد لمختلف العمال الذين كانوا يشاركون في مختلف عمليات التنفيذ، واللومي الحساوي كان فيما مضى من أجمل الهدايا التي يحرص أهلنا في الأحساء على تقديمها لأهلهم أو معارفهم في الشرقية أو المناطق الأخرى كصوقه لا يمكن تنسى.. وكل مهرجان لومي حساوي والجميع بخير..

لا يحفظ الليمون في زجاجات مع تعريضه للشمس، بل يُحفظ داخل أوعية زجاجية محكمة الإغلاق في مكان بارد ومظلم للحفاظ على نضارته لأطول فترة ممكنة، لأن التعرض للشمس يسبب تسريع نضجه ويؤثِّر سلبًا على جودته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد