خالد السليمان
منذ وعيت على الدنيا، وأخبار أهل الفن هي الأكثر إثارة، وحياتهم الأشد اضطراباً، وأحوالهم الأكثر تقلباً، تلاحق الكثيرَ منهم المشكلات والشائعات، وتتأرجح أحوالهم بين الثراء والفقر، والبذخ والاستجداء. يحلقون ويسقطون بالسرعة نفسها، وقليل منهم من استفاد من حياته المهنية وحافظ على حياة مستقرة عاطفياً ومادياً !
ويشاركهم في الجانب المادي بعضُ نجوم الرياضة، فتقرأ عن توقيعهم عقوداً بالملايين، ثم لا تلبث بعد سنوات قليلة من اعتزالهم، أن تقرأ أنباء عن تردّي أحوالهم المادية. وحياة النجم الرياضي المهنية أقصر من حياة الفنان، مما يجعل تأثره بسوء إدارته لأمواله أشد وأقسى !
وبالنسبة للنجوم الرياضيين، فهذه ليست ظاهرة عندنا وحسب، بل هي ظاهرة عالمية. وقد سبق أن قرأت تقريراً في إحدى أشهر الصحف العالمية، يتناول أحوال نجوم كرة القدم في العالم، وكيف انقلبت حياتهم سوءاً بعد خسارة أموالهم، إمّا بالإنفاق الباذخ أو بالاستثمارات الخاسرة !
ومشكلة النجوم ـ سواء في الفن أو الرياضة ـ أنهم يعيشون فورة الشهرة والثراء دون إدراك لدورات الزمن، أو خبرة في الحياة. وغالباً ما تعميهم الأضواء الساطعة عن رؤية ضبابية المستقبل، أو عن اختيار المساعدين المؤهلين الذين يحسنون إرشادهم وإدارة أموالهم؛ فيقعون في النهاية في فخ الفقر عند ذبول النجومية وغروب شمس الشهرة. وقليل من اللاعبين والفنانين من عُرفوا بحسن التدبير، واستثمار نجاحهم ليكون وسادة مريحة لهم في سنوات شيخوختهم !