عبده الأسمري
الإعلام مهنة سامية راقية تتطلب الاحترافية وتستوجب المعرفة لتكتمل «بدراً» في سماء «المهام» مما يقتضي أن تنقى مساحاتها «البيضاء» من شوائب «التطفل» ومن هجمات «الفضول» مع ضرورة تنقية مساراتها المشعة بالتميز من عاكسي اتجاهات سير الحرفة، بل إيقاع العقوبات عليهم، فالعمل الإعلامي أمانة ورسالة ورؤية لا تقبل «المتدافعين» نحوها بمسميات «مجانية» ولا تتقبل «الماكثين» فيها وفق أوهام ذاتية.
لقد منحت «هيئة تنظيم الإعلام» الشهادة المهنية للكثير من أجل الدعم والتشجيع وهي «خطوة مباركة» للهيئة التي أعادت «صياغة» العمل الإعلامي وفق تنظيمات واتجاهات تمضي بالحرفة نحو المستقبل الواعد مما يؤكد أن على «الممنوحين» أن يستوعبوا أن لهذه الشهادة أهمية «الدور» ومعنى «الإصدار» و»تفاصيل» المهنة بعيداً عن التباهي بها دون العمل بموجبها ومضمونها وما تحمله من أهداف ورؤى قادمة في المجالات الإعلامية .وأتمنى من الهيئة عند «التجديد» أن تراجع محتوى أصحاب «الرخص» وما قدموه وأن يكون ذلك شرطاً للتجديد من عدمه مع ضرورة رفع مستوى «الرقابة» وتوفير بنود جديدة من «العقوبات» بشأن «التجاوزات» التي قد تتشكل مثل الجمر تحت رماد «التمرير» والتبرير.
هنالك «تداخل» عجيب ما بين من يتجول بهاتفه ليعلن عن متجر أو فندق أو مطعم او سلعة ما في حديث جائل لا تحكمه «لغة فصحى» ولا تؤطره «معاني قولية» بل وقد يطغى فيه «الضحك» وتتجلى خلاله «الطرفة» وقد يصل الأمر إلى «هيستريا» علنية لجلب «العملاء» في إعلان ما وهذه «الفئة» هم «سنابيون» فقط ولكن «المؤلم» أن يوصف هذا الشخص من نفسه أو الجهة المنظمة ومن رفاقه أو ناقلي «الإعلان» بالإعلامي.. وهذا إن دل على شيء فإنما هو «دلالة مؤكدة» على ضعف «عقلية» بعض المتلقين أو المتابعين حول «الإعلام» والتفريق بين الإعلامي «المنضبط» والسنابي «الجائل»!
وفي اتجاه آخر هنالك خلل كبير في ارتباط بعض «القطاعات» بالإعلام سواء على مستوى «إداراتهم المتخصصة» أو من خلال «الفعاليات» التي يقيمونها بالاستعانة بمشهورين للتغطية وبعضها يظهر «المحتوى» الذي تم إخراجه على أنه «إنتاج إعلامي» وبعض تلك الحسابات تصف مقدم المحتوى على أنه «إعلامي»! فأين الثقافة المؤسساتية نحو «الإعلام» وماهيته ورسالته وأهدافة.. علامات استفهام واستغراب أمام كل تلك الجهات وعليها «مراجعة» الحسابات لتكتشف الأخطاء في ذلك وهي «جسيمة» بلغة العقل والمنطق والموضوعية.
أما على صعيد «المحتوى» فهنالك الكثير من الخلل والزلل فمشاهير «السناب» من الجنسين يقومون بزيارة بعض «الجمعيات» أو «القطاعات» ليبرزوا دورها وهذا أمر «مقبول» ولكن ربطه بالإعلام وتسمية الضيف «الزائر» الذي قدم المحتوى ونال مكافأة إعلانه مسبقاً إعلامياً فهذا «أمر غير مقبول» ويسيء للحرفة. إضافة إلى عدم التفات تلك الجهات بأهمية «تهذيب» التقديم وتنقية «المادة الصادرة» من الأخطاء اللغوية والصوتية والمؤثرات البصرية وخروجها من «قالب» الرسمية إلى مساحة تقارب «الشعبية» في ظل اختلافها عن «المتاجر» والأسواق والسلع مما يقتضي أن تعيد تلك الجهات النظر فيما سبق ومنع حدوثه فيما سيأتي فهنالك «إطارات» من الوعي يجب أن تحيط بصورة «المشهد» في تلك المواقع تتواءم مع أسمها وأهدافها وانعكاسات ذلك على «العملاء والجمهور والمستفيدين» بلغة «راقية» بعيداً عن الاجتهادات «الذاتية».
يرتبط الإعلام بالسلوك ويترابط مع فكر «المتلقي» في ضوء ما يشاهده أو يقرأه أو يسمعه من «محتوى» مع دخول الأهداف الإعلامية لتشكل «مشاهد» توضح وتشرح وتعرف وتضع الإنسان أمام «المعارف» المنقولة أو «المعلومات» المتواردة وهذا مقترن بعلم النفس الإعلامي الذي أتمنى أن نراه في جامعاتنا كتخصص في الدراسات العليا وأتمنى أن تبادر وزارة الإعلام بتوفيره في دبلومات متخصصة ودورات احترافية خلال الفترة القادمة لتصحيح الأخطاء ورفع مستوى الوعي لدى المتلقي وتوظيف الثقافة النفسية نحو الإعلام من الجمهور ومن معدي المحتوى وصولاً إلى صناعة الغد المشرق القائم على المهنية والاحترافية.