خالد بن حمد المالك
يحضر المناسبات، يشجع الشباب، ويجد نفسه سعيداً حين يشاركهم بما يميلون إليه من الألعاب، ترفيهية أو فكرية أو علمية، أياً كانت، ضمن مفهوم سموه لجودة الحياة، كما عرّفنا بها ضمن مستهدفات رؤية 2030 وبتشجيع متواصل منه على تنظيم كل ما يصقل الذهن، ويحرّك الذاكرة، ويقود إلى ما فيه مصلحة وفائدة.
* *
هكذا عرفنا محمد بن سلمان، قائداً سابقاً لزمانه، يجدد، ويبادر، ويبتكر، ويخطط، وينفذ، ويتابع، ويقود مواطنيه إلى ما يعزِّز مكانة المملكة ومكانتهم، بالأفعال لا بالأقوال، وبالهمة التي شبهها سموه بجبل طويق، في وصف منه لقوة وصلابة وشموخ المواطن كما هو هذا الجبل الأشم.
* *
فقد حضر الحفل الختامي لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 رغم ازدحام وقته بالمسؤوليات، داخلياً وخارجياً، ما يعطي تصوراً لنمط التفكير والرؤية الصحيحة، والبناء عليها، لدى ولي العهد، وما كان لمثله أن يغيب عن الحفل الختامي لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، ولا يكون التتويج بتشريف سموه.
* *
ولي العهد هو صاحب ابتكار فكرة كأس العالم للرياضات الإلكترونية في المملكة، وإطلاقها رسمياً عام 2023م، وقد أظهرت المملكة ثقتها بقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، وتأثيره الإيجابي على قطاعات أخرى، ومساهمته في النمو الاقتصادي.
* *
أصبحت بطولة كأس العالم في المملكة لهذه الرياضات المسرح الأكبر عالمياً، من حيث الحجم، والأنظمة المبتكرة، والمحتوى الرائد، والتجارب الجماهيرية التفاعلية غير المسبوقة، وكل هذا يتم الآن بقيادة الأمير محمد بن سلمان، فالفكرة انطلقت من سموه، وهو من يتابع تنفيذها.
* *
هناك إقبال كبير على هذه الألعاب، فقد ارتفع عدد اللاعبين من 1500 لاعب في الموسم السابق إلى 2000 لاعب في الموسم الحالي، وهو ما يعني أن لهذه الألعاب الرياضية الإلكترونية جاذبية وجماهيرية بين الشباب، وأن التركيز على هذه البطولة يتم من خلال استقطاب اللاعبين والأندية الأفضل عالمياً.
* *
وتستحق هذه البطولة أن يتم رصد جوائز كبيرة لها، فقد ارتفعت القيمة المالية إلى رقم تاريخي وصل إلى 70 مليون دولار أمريكي، بعد أن كانت في العام الماضي 60 مليون دولار، تشجيعاً للقدرات المتمكنة عالمياً للانخراط بالبطولة، وإعطائها هذا الزخم من المتابعة، ولتشجيع البطولة.
* *
وعلى هذه الخطى، وسيراً على ما رسمه ولي العهد، وامتداداً لدعمه لهذا القطاع بحزمة تشريعات وأنظمة، فضلاً عن الدعم المالي، فقد حضر سموه بنفسه لرعاية النهائي، وتتويج (فريق فالكونز) بكأس العالم للرياضات الإلكترونية، ما أضاف للبطولة قيمة نوعية، بتشريف سموه.
* *
وقد تخطت جوائز هذه البطولة الـ70 مليون دولار، كأكبر مجموع جوائز في تاريخ قطاع الرياضات الإلكترونية عالمياً، موزعة على الفرق واللاعبين الفائزين بالبطولات المختلفة والمشاركين فيها، وفق ترتيبهم في البطولة، وكان نصيب النادي المتوج حصوله على الجائزة الأكبر البالغة 7 ملايين دولار.
* *
ومنذ عام 2022م كان توجيه ولي العهد واضحاً بالتأكيد على إيجاد حزمة متكاملة من التشريعات والأنظمة، وأن تقودها الإستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية التي أطلقها سموه في ذلك العام، بهدف بناء قطاع تنافسي عالمي مستدام، تحقيقاً لمستهدفات رؤية 2030 لتوفير 39 ألف وظيفة، والمساهمة بما يصل إلى 50 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030 إلى جانب دعم تأسيس الشركات الناشئة، واستقطاب الاستثمارات العالمية في مجال الألعاب والرياضات الإلكترونية.
* *
وكما قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية (رالف رايشرت) فقد تمكنت المملكة من بناء تجربة عالمية فريدة من نوعها، جمعت بين تنوع الألعاب وقوة المنافسات وجاذبية التجارب الترفيهية، فضلاً عن جذبها لحضور جماهيري عالمي، ومتابعة واسعة عبر المنصات الإلكترونية.
* *
ومع أهمية هذا الحدث، فإن المملكة تعد السوق الرياضية الأسرع نمواً، فقط استضافت ونظمت أكثر من 150 حدثاً رياضياً في السنوات الأخيرة، ومن ضمنها هذه البطولة التي تحاكي شغف 67 % من الشعب السعودي، شكراً سمو الأمير.