سهوب بغدادي
لِمَ لا نشعر بالارتياح لبعض الأشخاص فور تحدثهم، سواء كان التواصل مباشراً أم غير مباشر، وجهًا لوجه أو من خلال الهاتف، أو عبر ما نشاهده على مواقع التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن خلفية الشخص وعاداته وتقاليده ونقاط التلاقي والاختلاف؟
قد يكون ذلك الشخص يتحدث بنبرة صوت جافة أو أحادية أو حادة، إذ يمتلك كل إنسان نبرة صوت مميزة حباه الله البديع بها، وهناك من يبرع في استخدام نبرة الصوت لإيصال فكرته فأصبح فن الصوت صنعة، لذا نرى مساحة شاسعة من طرق توظيف الصوت في مختلف أنواع الفنون، كالخطابة و الغناء والتمثيل المسرحي والسينمائي وغيرها من المواطن التي تتطلب التلاعب بطبقات الصوت ونغماته، على غرار الإنسان، حبى الخالق الحيوانات بأصوات مختلفة، على شكل نداءات لأغراض مهمة كالتزاوج والتنبيه من الأخطار والتواصل باختلاف ماهيته وأغراضه، فتكمن أهمية الصوت في تنوع نغماته واهتزازاته من خلال تنوعه الفيزيائي والبيولوجي بغية إيصال المكنونات لدى كافة المخلوقات، فسبحان الله على صنعه البديع، من أصغر الكائنات الحية إلى أكبرها وصولًا إلى بكاء الرضيع وتفهم أمه لاحتياجاته الأساسية والعاطفية، انتهاءً بصوت شخص عزيز يحكي لنا عن جنبات يومه.
رحماك! هذا الصوت أهزوجة
ما خطرتْ يوماً ببال الشفاهْ
ولا وعت أذن كترتيلها
ولا رواها بلبلٌ في غناهْ