عبدالله خلف
تذوّق العرب الفن والغناء والطرب من أيام الجاهلية...
حتى أن افلاطون كان يفضل الموسيقى المصرية القديمة على موسيقى بلاده، فدعا اليونانيين الى اختيار الموسيقى المصرية القديمة، والأخذ بها بصفتها أرقى موسيقى في العالم، وأن فيها الفضيلة والجمال وحلاوة النغم، وكانت عند أفلاطون في كتابه «الجمهورية».
أما هيرودوت، المؤرخ الكبير، فقد أكد أن الموسيقى المصرية القديمة كانت تنتقل الى بلاد اليونان الكبرى، وانه سمع في مصر بعض الأغاني بإيقاعات مصرية جميلة. وهناك موسيقى فرعونية اجتذبت الباحثين.
الخلفاء الفاطميون ألفوا الموسيقى العربية، وكان المعز لدين الله الفاطمي، أول الخلفاء في مصر، محباً للموسيقى شغوفاً بالفنون الجميلة. وجاء بعده ابنه العزيز، حتى جاء الحاكم بأمر الله، وحرّم الموسيقى.
وفي عهد الملك الكامل، ظهر الكثير من العازفين والعازفات والعوادات والمغنيات، ومن أشهرهن المغنية (عجيبة) صاحبة (الدف)...
وأعاق ذلك الحملات الصليبية وانصراف خلفاء بني أيوب في القتال والحروب وتحصين البلاد.
وجاء المماليك واهتموا بالموسيقى والطرب الممزوج بالفنون العربية والتركية.
ويؤكد الأستاذ محمد زعلول سلام، في كتابه «الأدب في العصر المملوكي»... (وكثرت النساء العربيات في الغناء والموسيقى والطرب على الات الموسيقى المجلوبة من بلاد العرب وفارس وبلاد الترك، وكثرت ضاربات الدفوف والطبول).
وصف شعراء العصر المملوكي بعض المغنيات كابن حجر، الذي وصف جارية تعزف وتغني. وكثرت مدارس تعليم الفنون والطرب في العهد المملوكي، وانتعشت فنون الطرب بعد انتهاء الحروب الصليبية، وساد الفن وكثر المطربون والمطربات في الغناء في الشام وحلب وبغداد ومصر.
وكثرت فرق الغناء للأعراس والموالد، تطلب من بلد إلى بلاد أخرى، وظهر الراقصون والراقصات والعازفون في مواطن الحضارات.

