وُلد إيلون ماسك عام 1971 في بريتوريا، جنوب أفريقيا، لأم كندية وأب من بيض جنوب أفريقيا. منذ صغره نما لديه شغف بالحسابات والأرقام والتكنولوجيا، حيث تعلم وضع برامج الكمبيوتر بنفسه، ووصل لمرحلة بيع ألعاب الفيديو في سن الثانية عشرة. انتقل إلى كندا في أواخر سني مراهقته للدراسة في جامعة كوينز، وانتقل لجامعة بنسلفانيا، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة، لدراسة الدكتوراه في جامعة ستانفورد، كاليفورنيا، المرموقة، لكن لم ينهِها، وقرر البدء بمشاريعه الريادية، وتصادف ذلك مع فترة ازدهار الإنترنت.
شملت مشاريعه التجارية المبكرة، وهو دليل مدن إلكتروني، وX.com، التي أصبحت فيما بعد PayPal بعد اندماجها واستحواذ eBay عليها لاحقًا. ومن الشركات التي أسسها، ولا يزال يمتلكها، شركة سبيس إكس للفضاء والأقمار الاصطناعية، وكان ذلك عام 2002، والمتخصصة في إطلاق الصواريخ والمركبات الفضائية، فتخيل شاب في الثلاثين من عمره لديه الجرأة والمقدرة، وحس المغامرة لتأسيس شركة لإطلاق الصواريخ والأقمار الاصطناعية، وليس لصناعة الآيس كريم، مثلاً!
كما أسس شركة الإنترنت «ستارلينك»، عبر الأقمار الاصطناعية، ووعد بتوفير خدمة الإنترنت بشكل شبه مجاني، للعالم أجمع، لكن وعوده، حتى بعد مرور عشر سنوات تقريباً، لم تتحقق.
كما أسس شركة تيسلا، للسيارات والطاقة النظيفة، وهو الرئيس التنفيذي ومهندس المنتجات، من عام 2004، وهي السيارة الكهربائية، الأعلى جودة، ولكن السيارات الصينية المشابهة لها تحاول اللحاق بها، علماً بأنها سيارات غير عادية، فهي أساساً بطارية ضخمة، تسير على أربع عجلات. كما تختص الشركة نفسها بإنتاج البطاريات، لمختلف الاستخدامات، وفي إنتاج الطاقة الشمسية، التي تسمى بالنظيفة.
كما قام بشراء منصة «تويتر» وغير اسمها وشعارها، ودفع فيها مبلغاً تجاوز 44 مليار دولار، ولا يزال يعطيها الكثير من وقته فهي واحدة من «ألعابه المفضلة»، ويعلم مدى قوتها في تشكيل الرأي العام.
كما أسس شركة بورينغ، لبناء الأنفاق والبنية التحتية، التي أسسها عام 2016.
كما برع في مجال تكنولوجيا الأعصاب، من خلال شركة نيورالينك، وهي شركة تقنية عالية تركز على تشكيل الدماغ، وأداء واجبات عدة من خلال التفكير بها، دون الحاجة لاستخدام الأيدي أو إصدار صوت.
كما أسس شركة xAI للذكاء الاصطناعي، عام 2023، للبحث والتطوير في هذا المجال الذي يتوسع يومياً بطريقة متسارعة، يصعب إيقافها.
كما يدير مؤسسات خيرية، ويتبرع بمبالغ ضخمة لأبحاث الطاقة المتجددة، وصحة الأطفال، وتطوير الذكاء الاصطناعي الآمن.
تمثل أنشطة شركات مجتمعةً ابتكارات رئيسية في مجال استكشاف الفضاء الخاص، والمركبات الكهربائية، والطاقة الشمسية، والبنية التحتية للنقل، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الأعصاب.
لكن ما مدى ثراء إيلون ماسك؟
مع صافي ثروة تقدر بـ482 مليار دولار، فإن ثروته تتحدى المقارنة، فحجمها يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي السنوي لدول كثيرة، بحجم مصر، مثلاً. كما ينافس حجمها اقتصادات جميع الدول ذات الدخل المنخفض، مجتمعة. وعلى هذا المستوى، يكون ماسك أغنى من بعض الشركات الأكثر قيمة في العالم مثل كوكاكولا وشوبيفاي، وأكثر ثراءً بما يزيد على 140 مليار دولار عن ثاني أغنى شخص، ومنافسه، لاري إليسون، الذي يمتلك 347 مليار دولار، وهو الذي اشترى «تيك توك» أخيراً.
ولو قارنا ثروته بأغنياء أفريقيا لوجدنا أن أغناهم، عليكو دانجوتي، هي أقل من 25 مليار دولار.
هذه صورة لما يعنيه تركيز الثروة في العصر الحديث، حيث أصبح فرد واحد يمتلك قيمة أكبر من العلامات التجارية العالمية، وامتيازات الرياضة، وحتى بعض اقتصادات دول عدة، مجتمعة.
لكن مع ثروة تقارب 500 مليار دولار إلا أنه غالباً غير سعيد، أسرياً، على الأقل.
أحمد الصراف

