: آخر تحديث
تجربة تفاعلية شاملة جمعت بين التدريب والتحالفات

النسخة الثالثة من منتدى الأفلام ترسّخ موقع المملكة في خارطة السينما الدولية

3
3
3

إيلاف من الرياض: مع اختتام منتدى الأفلام السعودي نسخته الثالثة، التي أقيمت بين 22 و25 تشرين الأول (أكتوبر) في العاصمة الرياض، بدت ملامح صناعة السينما السعودية أكثر نضجًا، وأكثر حضورًا على خارطة الإنتاج العالمي. المنتدى الذي رعاه وزير الثقافة، الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، جذب أكثر من 80 ألف زائر وزائرة، وقدم تجربة مهنية متكاملة جمعت صنّاع الأفلام، والمستثمرين، والمبدعين من داخل المملكة وخارجها.

منصة مهنية جامعة

نجح المنتدى في ترسيخ صورته كمنصة مهنية متقدمة، من خلال استضافته أكثر من 70 متحدثًا عالميًا، وتقديمه 20 جلسة حوارية و30 ورشة عمل متخصصة، تناولت طيفًا واسعًا من القضايا المحورية في الصناعة، من تطوير المحتوى إلى تقنيات التصوير، مرورًا بالإنتاج المشترك، والإخراج، والمؤثرات البصرية.

وقد شكّل التركيز على مستقبل الكفاءات الوطنية أحد المحاور المركزية، عبر نقاشات موسعة حول تمكين الجيل الجديد من المبدعين السعوديين، وتعزيز حضورهم في الأسواق الإقليمية والدولية.

بنية استثمارية آخذة في التشكل

أبرز المنتدى اهتمامًا واضحًا بجذب الاستثمارات وتعزيز البنية التحتية للقطاع السينمائي، من خلال مؤتمر موسع ضم أكثر من 50 جلسة وورشة عمل، بمشاركة كبار المنتجين والخبراء وشركات الإنتاج العالمية. وبرز توجه واضح نحو تحفيز الإنتاج المحلي، وتمكين القطاع الخاص، عبر توفير مساحات للتشبيك، وعقد أكثر من 30 اتفاقية شراكة وإطلاق بين جهات سعودية ودولية.

وتُعد هذه الخطوة مؤشرًا على تصاعد الثقة الدولية في البيئة السعودية، وعلى قدرة المملكة على توفير بنية تشريعية ومؤسسية تنافسية في قطاع الاقتصاد الإبداعي.

معرض يواكب النمو

المعرض المصاحب للمنتدى ضم 130 جناحًا من أكثر من 35 دولة، مثّل شركات إنتاج واستوديوهات ومورّدي تقنيات سينمائية. هذا التنوع عكس مدى الانفتاح الذي تشهده الصناعة في المملكة، وما تمتلكه من فرص واعدة للاستثمار المشترك ونقل المعرفة.

التفاعل... محرك المشاركة

من بين أبرز جوانب المنتدى، المناطق التفاعلية التي امتدت من منطقة المواهب، ومنطقة التقنية والابتكار، إلى حديث الأفلام، ومنصات الاستشارات والأعمال. هذه المساحات قدّمت نماذج حيّة لتلاقي التجارب، وفتحت المجال أمام جيل جديد من المخرجين والمنتجين المحليين للتواصل المباشر مع المستثمرين وصنّاع القرار.

وشكّلت هذه المناطق عنصر جذب فعلي، عزّز من قيمة المشاركة، وفتح المجال لنقاشات عملية وحلول واقعية تتعلق بالتنفيذ والإنتاج، وليس فقط بالأفكار.

التمكين في قلب الرؤية

أكدت هيئة الأفلام أن المنتدى يمثل إحدى ركائز استراتيجيتها الوطنية، المنبثقة من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء صناعة سينمائية مستدامة تسهم في تنمية الاقتصاد الإبداعي وتعزيز حضور المملكة عالميًا.

ويتجلّى ذلك في تركيز المنتدى على التمكين المحلي، من خلال تدريب أكثر من 1200 متدرب على يد 40 مدربًا، وتوفير مسارات تطوير احترافي لمختلف مستويات الخبرة.

صناعة تُبنى بخطوات واثقة

رسّخ المنتدى في نسخته الثالثة مكانته كواحد من أبرز التجمعات السينمائية في المنطقة، ليس فقط من حيث الحضور، بل من حيث المحتوى المهني، وعمق النقاشات، وتعدد مستويات التفاعل.

وقد شكّل المنتدى فرصة حقيقية لإعادة تعريف دور المملكة في المشهد السينمائي الدولي، ليس كمستهلك للمحتوى، بل كمُنتج قادر على المنافسة، وعلى صناعة قصصه وهويته البصرية من الداخل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه