: آخر تحديث

من طويق إلى التايمز.. رحلة وطن

2
2
2

منيف الحربي

هذا الأسبوع يعدّ محطةً تاريخية في ذاكرة الطيران السعودي، إذ أقلعت صباح الـ26 من أكتوبر أولى رحلات «طيران الرياض» إلى مطار هيثرو في لندن، حاملةً باقة خزامى من صحارى نجد إلى ضفاف التايمز، وفي مساء اليوم نفسه، أعلن «مطار الملك سلمان الدولي» هويته التي أخذت من طويق شموخه ومن الرمال لونها، لتكون بوابةً جوّية لعاصمة المجد، ومشروعاً سيصبح أحد أضخم مطارات الأرض بطاقة استيعابية تتجاوز 100 مليون مسافر سنوياً، ومناولة مليوني طن من الشحن الجوي، على مساحة تبلغ 57 كيلومتراً مربعاً تضمّ ستة مدارج وتسع صالات، ما يجعل الرياض مركزاً عالمياً للنقل والاقتصاد والسفر.

في المساء ذاته، عُرضت في منتدى مستقبل الاستثمار عربة من قطار حلم الصحراء، أول قطار فاخر في الشرق الأوسط يمتدّ لمسافة 1,300 كيلومتر، ليكتمل مشهد الرؤية في لوحة واحدة، ناقل وطنيّ جديد، ومطار عالميّ قادم، وقطار يرسم جغرافية جديدة.

أصبح «طيران الرياض» و«مطار الملك سلمان الدولي» متلازمين في الذاكرة، وكأن كلاً منهما وُلد ليكمّل الآخر؛ الأول يحلّق في السماء رافعاً اسم العاصمة، والثاني يحيل أرضها بوابةً مشرعة للعالم، كلاهما يشكّل عنواناً ساطعاً لمدينةٍ تتقدّم بخطى واثقة نحو موقعها المستحق بين عواصم التأثير الكبرى، عاصمة تُرسم فيها الخطط، وتُوقَّع الصفقات، وتُعقد المنتديات التي تغيّر موازين الاقتصاد.

هنا سيقام إكسبو 2030، وهنا سيجتمع العالم عام 2034 في أضخم كأس عالم بالتاريخ، وهنا تُكتب الفصول المتجدّدة من ربيع وطنٍ يمتدّ طموحه إلى عنان السماء.

في الرياض اليوم تتقاطع الخطوط الجوية مع خطوط المستقبل، وتتحوّل القطارات إلى شرايين تربط الأطراف بالقلب الذي أصبح مركزاً للقرار العالمي وميناءً للأفكار الحالمة.

الرياض تكتب للعالم رسالة واحدة؛ نُحلّق من أرضٍ وعقيدة ثابتة نحو فضاءات بلا حدود.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد