خالد بن حمد المالك
تحتضن الرياض منذ يوم أمس الأول هذا العدد الكبير من قادة العالم مشاركين في النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، ممن قرروا أن يكونوا على رأس وفود دولهم، تثميناً لأهمية المؤتمر، وعقده في مدينة الرياض، وهذا الحضور النوعي من حيث مستوى التمثيل العالي يرسل رسالة للعالم بأن المملكة أصبحت الوجهة المفضَّلة للاستثمار عالمياً.
* *
وأن يفتتح المؤتمر برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويحظى باهتمام ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، فهذا يعطيه أهمية كبيرة، ويبادر مبكراً بالإعلان عن نجاحه، ضمن ترسيخ فرص النجاح للتعاون وتوثيق العلاقات بين الدول المشاركة.
* *
هناك جلسات مغلقة، وهناك تبادل للأفكار والخبرات بين المشاركين، وهناك على جدول الأعمال من الموضوعات ما سيتم استعراضها مما تحتاج إلى حلول وتعاون واستثمار باتجاه المستقبل وخارطة الطريق نحو بناء وتحقيق ما يخدم البشرية، ويساعدها على حياة رغدة، ضمن أولويات مما سوف يتم بحثه واستعراضه والاتفاق عليه بين المجتمعين في هذا المؤتمر العالمي المهم.
* *
ينعقد المؤتمر خلال الفترة من 27-10-2025م وحتى 30-10-2025م وهناك مجموعة من الموضوعات الحيوية التي ستكون على جدول أعمال المؤتمر، أبرزها تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات على الإنتاجية، وتكوين الثروة في ظل تزايد عدم المساواة، والآثار الجيواقتصادية لندرة الموارد، والتحولات الديموغرافية التي تعيد تشكيل القوى العاملة المستقبلية، وكذلك تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية وغيرها.
* *
في هذا المؤتمر، سيشارك إلى جانب عدد من رؤساء الدول، كبار المسؤولين التنفيذيين والرواد في مجالات التكنولوجيا، والطاقة، والرعاية الصحية، والمناخ، والتمويل، والثقافة، وصناديق الثروة السيادية، ليرسم المؤتمر بذلك ملامح مستقبل النمو العالمي، والاستثمار، والتقدم الإنساني، في مناقشات رفيعة المستوى بين هؤلاء، وهو ما يكشف لنا البعد الكبير لأهمية المؤتمر، وأهمية أن يكون انعقاده بالرياض، وبهذا المستوى العالي من التمثيل، وبهذه الموضوعات الحيوية في جدول أعماله.
* *
ولجعل الوقاية والرعاية الصحية أولوية لجميع دول العالم، فقد أعلنت مؤسسة مبادرة الاستثمار عن إطلاق (خارطة الطريق نحو مستقبل صحي للبشرية)، والمقصود بذلك العمل على ترسيخ الوقاية الصحية الشاملة، والتأكيد على أن تكون في صميم الأنظمة الصحية حول العالم، مع دعوة الدول والشركات إلى توفير فحوصات وقائية مجانية لكل المواطنين مرة كل سنتين، بدعم من التمويل المشترك بين القطاعين العام والخاص.
* *
وبهذا المؤتمر، وما هو متوقع له من نجاحات بتوافق على قرارات سوف يتم التوصل إليها بين المجتمعين، فإن العالم أصبح أمام مستقبل شعاره (مفتاح الازدهار)، وأمام مبادرة حيوية نحو مستقبل الاستثمار، وكل المؤشرات المبكرة توحي بأن العالم أصبح على موعد مع تطور جديد في حقول الاستثمار، متغلباً على التحديات، ومتجهاً نحو التعاون بما يخدم مصالح الجميع، وبما يتوافق مع المستجدات الحالية، وما قد يستجد في المستقبل.

