حمود أبو طالب
انطلقت في الرياض النسخة التاسعة من مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» تحت شعار «مفتاح الازدهار: إطلاق آفاق جديدة للنمو»، وهو المؤتمر الذي بدأ كبيراً وناضجاً، لكنه رغم عمره القصير جداً أصبح من أهم المؤتمرات أو المنتديات العالمية، بل إن الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار السيد ريتشارد آتياس يشير إلى أنه أصبح متقدماً على منتدى دافوس الشهير الذي بلغ من عمره 50 عاماً، وحين يقول ذلك فلأنه كان شريكاً في إدارة منتدى دافوس، ويتحدث من واقع خبرة متخصصة، ولا يمكن أن يجازف بمعلومة ليس متأكداً من صحتها.
الذين سبق لهم حضور نسخة سابقة من المؤتمر، أو تابعوا تفاصيل محتواه وما يحدث فيه، يتضح لهم أنه أكبر وأوسع وأشمل وأعمق من مسماه، فهو ليس مؤتمراً لرجال الأعمال والمستثمرين فقط، بل تجمع دولي لصانعي السياسات الاقتصادية والمالية، ومخططي التنمية، وخبراء استشراف احتياجات المستقبل، ومبتكري الحلول للمشكلات والأزمات في كل القطاعات التي تعتمد عليها حياة المجتمعات البشرية.
لم يعد الشأن الاقتصادي منفصلاً عن غيره من الشؤون، ولا الاستثمار حركة تجارية ومالية منفصلة. في هذا الوقت تداخلت كل الأمور وأصبحت تؤثر في بعضها البعض، والعالم يحاول جاهداً أن يصنع معادلات ممكنة التنفيذ من أجل التنمية المستدامة رغم كل ما يحدث فيه من صراعات وأزمات وسياسات مختلفة ومصالح متباينة تدفع بالعلاقات أحياناً إلى حافة الصدام. وفي جانب آخر فإن المتغيرات المتسارعة في كل شيء تتطلب نمطاً جديداً من التفكير في وضع الخطط ومواكبة الاحتياجات ومعالجة المشاكل، لذا فإننا نرى في مؤتمر مبادرة الاستثمار رؤساء دول وحكومات، وعمالقة الاقتصاد والمال والأعمال، وخبراء التنمية، والبارزين في صنع الاستراتيجيات من كل أنحاء العالم، وربما نستوعب أهمية المؤتمر عندما نعرف أن فعالياته تتم بحضور أكثر من 8 آلاف مشارك و650 متحدثاً بارزاً من خلال 250 جلسة حوارية.
هذا المؤتمر هو أحد المنتجات المهمة والبارزة لرؤية المملكة 2030، وهو تجسيد لتموضعها السياسي والاقتصادي المهم والمؤثر بين دول العالم، بحيث أصبحت الرياض عاصمة الحلول السياسية والاقتصادية والإنسانية بشكل شامل. وربما نختم بعبارة مهمة قالها الرئيس التنفيذي لمبادرة مؤتمر الاستثمار في حواره في برنامج «في الصورة» مع الإعلامي المتميز الأستاذ عبدالله المديفر:
«السعودية، من مملكة النفط الى مملكة الفرص».

