إيلاف من الرياض: في عمل درامي تدور أحداثه على خط التماس بين القانون والفوضى، تستعرض الدراما السعودية "الضارية" قصة صراع معقّد بين زعامة التهريب وخط العدالة، حيث تتقاطع المصالح بين شخصيات تعيش على حافة الخطر، وتحمل كل منها رواية خاصة لما تراه "حقاً" أو "واجباً" أو "ثأراً".
المسلسل من تأليف طلال العواجي، وكتب السيناريو الفوز طنجور، وشارك في الإخراج كل من مجدي السميري وطنجور، بتكليف من وحدة المحتوى الأصلي في "شاهد"، تحت إشراف رشا علي وسمر عقروق. وهو من أعمال "شاهد" الأصلية، بالتعاون مع استوديوهات MBC.
تبدأ القصة من الطفولة، حيث كان يوسف وتركي صديقين في قرية حدودية. سنوات تمر، وتتحوّل الصداقة إلى خصومة مباشرة. تركي يصبح ضابطاً، ويوسف يدخل عالم تهريب المخدرات والسلاح. في الخلفية، يقف عباس، القاتل المفترض لوالد يوسف، والمنافس التاريخي للحنش، زعيم العصابة السابق، ووالد يوسف.
الصراع يأخذ بعدًا شخصيًا مع إرث قديم من الدماء، وسط بيئة لا تحتكم سوى للقوة، وتتكشف خطوط المواجهة بين مشروع عدالة هش، وعالم موازٍ تحكمه العصابات.
يوسف: ابن الحنش الذي رفض السلاح وقبل بالمخدرات
فايز بن جريس يؤدي شخصية يوسف. يصفها بأنها قاسية، تحكمها تجربة نشأته تحت ظل الحنش. بعد وفاة والده، يرث يوسف الدور، دون أن يرث المسافة الأخلاقية. لا يرى في نفسه مجرمًا، بل صاحب مبدأ: يرفض المتاجرة بالسلاح لأنها تعني الموت المباشر، لكنه لا يمانع الاتجار بالمخدرات.
العلاقة مع شقيقته دلال وشقيقه خالد تمثل الدافع الإنساني الوحيد في حياته. أما أخوه غير الشقيق إبراهيم، فتخلّى عنه بعد أن سلّم دم والده لعباس. اللقاء الأول بين يوسف وعباس يأتي محمّلاً بالريبة، لكنه لا يحسم شيئًا.
الجانب العاطفي يتمثل في علاقته مع بلقيس، حب طفولة لم ينته رغم التحولات. يقول بن جريس إن ما جذبه للشخصية هو تماسكها وصمتها، وامتناعها عن التعبير حتى مع من تحب.
عباس: المهرب الذي لا يملك بيتًا ولا ابنًا
تركي اليوسف يجسد شخصية عباس. رجل لا عائلة له، لا امرأة يخاف عليها، ولا ابن يرتبط به. يسكن الأوكار، ويتحرك بين خطوط التهريب، ويتصرف كزعيم عصابة لا يقبل النقاش.
الصراع مع الحنش قديم، بدأ بإطلاق نار، وانتهى بمقتل الأخير على يد عباس. يوسف يسعى للثأر، لكن عباس، رغم قدرته على تصفيته، يتركه. في نظره، يوسف هو الابن الذي لم يُنجبه.
اليوسف يرى أن المكان في هذا العمل هو البطل الخفي. التصوير جرى في مناطق حدودية جنوب السعودية، بين الباحة وجازان، ما منح المسلسل طابعًا بصريًا متماسكًا، ومناخًا مختلفًا عن الدراما المعتادة. ويقول إن الشخصيات الشريرة غالبًا ما تكون المحرك الحقيقي للسرد.
مريم: أم تقف بين الثأر وسلامة أبنائها
ريم الحبيب تقدم شخصية مريم، امرأة ريفية فقدت زوجها في حرب عصابات. تعيش بين خيارين: استكمال الثأر، أو حماية أطفالها. ليست بطلة، لكنها تمثل صوتًا مختلفًا في العمل.
تقول ريم إن الدور يتقاطع مع أدوار كثيرة تؤديها النساء في الظل، لكنه هذه المرة يتقدّم خطوة، ويؤثر في الأحداث الرئيسية. في أحد المشاهد، تجهّز سلاحًا لتصوّبه نحو عباس.
التحضير للدور بدأ بقراءة العمل كاملًا، ثم الغوص في الشخصية. تعتبر ريم أن البطولة لا تصنع الممثل، بل العمق، وأن مشاهدها تحقّق الانتشار لأنها تُبنى من الداخل، كما حدث معها سابقًا في "شارع الأعشى".
تركي: الضابط الذي يصطدم بماضيه
خالد صقر يلعب دور تركي، الضابط القادم من الرياض إلى قريته لتنفيذ مهمة صعبة: إيقاف التهريب في بلدة يعرف وجوهها، ويفهم لغتها، وينتمي إليها. المهمة تصطدم بماضيه الشخصي، إذ أن المهرب المطلوب هو صديقه القديم يوسف.
الفجوة تتسع بين ما يعتقده الواجب، وما تمثّله الذكريات. اللهجة تتغير، والانتماء يهتز، لكنه يصر على تنفيذ القانون. يرفض منطق يوسف الذي يجرّم السلاح ويبرر المخدرات، ويعتبر أن كليهما خطر يجب اجتثاثه.
يؤكد صقر أن الشخصية ليست سهلة، وأن الصراع فيها ليس فقط مع الخارج، بل مع الداخل.
فريق العمل
يشارك في المسلسل فايز بن جريس، تركي اليوسف، خالد صقر، ريم الحبيب، آيدا القصي، خيرية أبو لبن، عبد الله متعب، إلى جانب بدر محسن، الفهد بن بندر، عزيز بحيص، سعيد صالح، منصور بتال، سارا البهلكي، أحمد التركي، عبد الله البراق، فهد العبدلي، عبد العزيز الخثلان، عمر الديني، عبد العزيز السكيرين، جبران الجبران، هند محمد، متعب القميزي، يحيى غماري، مع إطلالتين خاصتين لكل من مريم الغامدي وعبد الإله السناني.
يبدأ عرض المسلسل على منصة "شاهد" في 31 تشرين الأول (أكتوبر) 2025.


