: آخر تحديث
قصص جريئة وهويات عابرة للحدود

مهرجان الدوحة السينمائي يفتح نوافذ العالم عبر مسابقة الأفلام الطويلة الدولية

2
2
2

إيلاف من الدوحة: تحت مظلة التنوّع الثقافي والالتزام بسرديات سينمائية أصيلة، ينطلق مهرجان الدوحة السينمائي في دورته الجديدة، حاملاً في طياته مجموعة من الأفلام الطويلة التي تعكس تحولات العالم وتقاطعاته الإنسانية. من خلال مسابقة الأفلام الدولية الطويلة، يُقدّم المهرجان أعمالًا تحمل توقيع مخرجين مرموقين، وتتناول قضايا الهوية والصداقة والمقاومة الداخلية في وجه الرقابة والموت والاغتراب.

الرؤية التنظيمية للمهرجان، كما عبّرت عنها فاطمة حسن الرميحي، المديرة العامة للمهرجان والرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، تُركّز على إعلاء قيمة القصص الصادقة والمؤثرة. تقول الرميحي:
"نتشرف في مهرجان الدوحة السينمائي بأن نكرّم صناع الأفلام المبدعين الذين لامست أعمالهم القلوب، وتحدّت المفاهيم السائدة، وأسهمت في إعادة تشكيل مشهد السينما العالمية من خلال تقديم سرديات جريئة وشجاعة. هذه الأفلام تعبّر عن التزامنا الكامل برواية القصص الأصيلة، وتعكس إيماننا المشترك بقدرة السينما على تغيير المفاهيم".

وتضيف:
"نحن فخورون بأن نقدم هذا المهرجان في الدوحة ليكون منصةً مهمة لإسماع الأصوات المؤثرة، وحيث يتفاعل الجمهور مع قصص تُلهم قيم التأمل والتعاطف والتواصل".

بين طوكيو والبندقية... وبين طهران ومدريد

تشمل المسابقة أفلامًا من بلدان متعددة، تمتد من آسيا إلى أوروبا وأميركا اللاتينية، وتتقاطع في اهتمامها بالسرد الإنساني المركّب، بما يمنح الجمهور نافذة على تجارب إنسانية متفرّدة:

  • "رينوار" (اليابان/فرنسا/سنغافورة/الفلبين/إندونيسيا/قطر) للمخرجة تشي هاياكاوا، يسرد تفاصيل حياة فتاة في الحادية عشرة من عمرها، تعيش في طوكيو خلال صيف عام 1987، وسط تعقيدات مرض والدها وضغوط عمل والدتها، في محيط يعاني من تفتت العلاقات الإنسانية.

  • "مدينة بلا نوم" (إسبانيا/فرنسا/قطر) للمخرج غييرمو غارسيا لوبيز، يلاحق أسئلة المراهقة والانتماء في ضواحي مدريد، من خلال تجربة الشاب تونينو الذي يواجه مغادرة صديقه المقرّب، وانكشاف الأساطير التي شكّلت ذاكرته الطفولية.

  • "الشاطئ الأخير" (بلجيكا/فرنسا/قطر) للمخرج جان فرانسوا رافانيان، يستعيد مأساة باتيه سابالي، الشاب الغامبي الذي غرق في القناة الكبرى بمدينة البندقية عام 2017، حيث تسببت الحادثة بضجة عبر وسائل التواصل، وأعادت تسليط الضوء على التفاوتات واللامبالاة في السياقات الإنسانية.

  • "المحمية" (المكسيك/قطر) للمخرج بابلو بيريز لومبارديني، يتناول صراعًا بيئيًا واجتماعيًا من خلال قصة حارسة محمية طبيعية تقنع مجتمعها بطرد المتسللين، قبل أن تواجه تهديدًا يتجاوز حدود الصراع المحلي.

  • "كوميديا إلهية" (إيران/إيطاليا/فرنسا/ألمانيا/تركيا) للمخرج علي أصغري، يروي قصة صانع أفلام يحاول عرض عمله داخل إيران متجاوزًا الرقابة الرسمية والبيروقراطية، في تجربة سينمائية تسائل حدود الرقابة الذاتية والسياسية، وتسعى لفتح فضاء من التعبير الحرّ.

منصة تفاعلية وفضاء عالمي للسينما

تنطلق فعاليات المهرجان في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) 2025، وتستمر حتى 28 من الشهر نفسه، حيث تتحوّل معالم الدوحة — مثل الحي الثقافي كتارا، ومشيرب قلب الدوحة، ومتحف الفن الإسلامي — إلى فضاءات مفتوحة على التبادل الثقافي. وفي هذه المواقع، يلتقي صناع الأفلام، والنقاد، والجمهور، ضمن برنامج يشمل عروضًا سينمائية، حوارات مفتوحة، وورشًا تفاعلية.

يتعامل المهرجان مع السينما ليس فقط كأداة فنية، بل كقوة اجتماعية تحفّز التأمل، وتعيد ترتيب الأولويات المعرفية والشعورية. وبذلك، يؤكد الحدث مكانة الدوحة كمركز ثقافي إقليمي يطمح إلى تعزيز حضور الرواية السينمائية الأصيلة.

نافذة على الإنسان

تفتح المسابقة الدولية للأفلام الطويلة بابًا أمام الجمهور لاكتشاف لغات سينمائية متنوعة، وتلامس موضوعات تتعلّق بـالصمود، الهوية، الخسارة، والأسئلة الوجودية الكبرى، عبر عدسة مخرجين يقدّمون تجارب بصرية مؤثرة دون انزلاق نحو الإثارة أو النمطية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه