: آخر تحديث
زوج غائب وأسرار مكتومة

"المرسى"... دراما عائلية سعودية عن رجل تحطّم بين امرأتين

1
1
1

إيلاف من الرياض: تتقدم الدراما السعودية بخطوة جديدة نحو سرد القضايا الأسرية بمقاربات واقعية، من خلال مسلسل "المرسى" الذي انطلق عرضه على منصة "شاهد" وقناة MBC1 اعتبارًا من 15 تشرين الأول (أكتوبر). العمل مقتبس عن المسلسل التركي الشهير Time Goes By (على مرّ الزمان)، وأعيدت كتابته ليتماشى مع المجتمع السعودي.

المسلسل من سيناريو علاء حمزة، متابعة درامية لبنى مشلح، وإخراج فكرت قاضي أوغلو، تحت إشراف عام لـسارة دبوس، ويجمع في بطولته كلًا من عبد المحسن النمر، ميلا الزهراني، عايشة كاي، إلى جانب نخبة من الممثلين السعوديين والخليجيين.

من البحر إلى البيت... حين لا يعود الربان كما كان

تدور أحداث "المرسى" حول شخصية سلطان، قبطان بحري اعتاد الغياب، ليس فقط عن موانئ العائلة، بل عن حضور الأبوة ذاته. رجل تقوده النزعة الفردية والأنانية، يرى في عائلته عبئًا لا مهمة. الزوجة خولة، التي كرّست حياتها لرعاية أبنائها الأربعة، تصطدم بحقيقة زواجه من امرأة أخرى تُدعى نوال. ومن لحظة انكشاف السر، يبدأ مسار التصادم بين بيتين، وحقيقتين، وشخصية رجل يعيش حالة انقسام بين ما يراه واجبًا، وما يبحث عنه من متعة.

عبد المحسن النمر: الشخصية المتقلبة لا تشبهني

يقدم عبد المحسن النمر شخصية سلطان، ويصفه بأنه رجل يخلط بين قيادة السفينة وقيادة الأسرة. يحمل سلطته معه إلى البيت، ويتجاهل أن العائلة لا تُدار كطاقم. يقول النمر إن سلطان "يمارس القيادة بلا عاطفة، ويتخذ من التهور مسارًا"، مشيرًا إلى أن الشخصية تُجسّد نموذجًا للرجل الشرقي الذي يعيش "انفصامًا داخليًا".

ويؤكد النمر أنه لم يتأثر بالنسخة التركية من العمل، حرصًا على أن يُقدّم قراءة سعودية خالصة للشخصية، مشيرًا إلى إعجابه بأداء عايشة كاي بدور خولة، وميلا الزهراني في دور نوال، وواصفًا أداء أسمهان توفيق بأنه يمثل "الحاضنة الطبيعية لدور الأم في الدراما الخليجية".

ميلا الزهراني: نوال الصادقة في حبها... المتملّكة في عاطفتها

تجسّد ميلا الزهراني شخصية نوال، الزوجة الثانية التي تدخل حياة سلطان بصدق عاطفي، لكن بأنانية عالية. تؤمن أن الرجل الذي تحبه من حقها، حتى إن كان ذلك على حساب زوجته الأولى وأولاده. تصف الزهراني نوال بأنها "امرأة قادرة على الانسحاب أو الانتقام في اللحظة نفسها، إذا شعرت أنها خُدعت أو لم تُقدّر".

وتؤكد أن الشخصية لا تشبهها، لكنها جذبتها بقوة. وتشير إلى أنها دخلت العمل بعد تجربة ناجحة في مسلسلي "خريف القلب" و**"أمي"**، وأنها كانت متحمسة لمشاركة عبد المحسن النمر بطولة درامية ذات بُعد نفسي واجتماعي واضح، خاصة أن الأحداث تعكس نماذج واقعية مألوفة في المجتمع السعودي.

عايشة كاي: خولة... من الهامش إلى المواجهة

في دور الزوجة الأولى، تقدم عايشة كاي شخصية خولة، الأم التي تركت حلمها بالدراسة من أجل بيتها وزوجها. ترى في سلطان "بطل حياتها"، وتغفر غيابه المستمر، إلى أن تكتشف خيانته. عندها، تُجبر على خوض معركة لم تخترها، لكنها لم تعد تملك ترف تجنبها.

توضح كاي أن الشخصية بريئة، هشة، ومربكة أمام واقع أكبر من احتمالاتها. وتشير إلى أن "المرسى" هو أول عمل طويل تشارك فيه، من 90 حلقة، لكنها قرأت النص كاملاً ووجدته متماسكًا، سريع الإيقاع، وقادرًا على الحفاظ على توتر درامي حقيقي، بعيدًا عن الإطالة المجانية.

وتقول إنها لم تكن تتوقع أن تعمل مع عبد المحسن النمر بهذه السرعة، بعد أن حضرت تكريمه مؤخراً، مضيفة أن العمل معه كان تجربة غنية، واصفة إياه بـ"المريح والمتعاون".

عمل طويل... لكن ليس بطيئًا

رغم امتداد الحلقات إلى 90 حلقة، يحرص صُنّاع "المرسى" على التأكيد أن المسلسل لا يتبع نمط "السوب أوبرا"، بل يعتمد على تطور تصاعدي للأحداث، مع شخصيات تتغير بمرور الزمن، وتدخل مناطق رمادية غير تقليدية في السرد المحلي.

يضم المسلسل نخبة من الممثلين، بينهم: أحمد شعيب، أصايل، عزام النمري، نايف خلف، حكيم جمعة، عزيز غرباوي، محمد شامان، آلاء شاكر، تركي الشدادي، سارة الحربي، سارة اليافعي، تركي الكريديس، رها فهد، ناصر العقيل، أسامة العنزي، الطفل عبد العزيز الشريف، إضافة إلى مشاركة النجم خالد البريكي، والممثلة القديرة أسمهان توفيق.

عندما تعيد الدراما طرح السؤال القديم: لمن يعود الرجل حين يتعب؟

"المرسى" لا يكتفي باستعراض خيانة زوج أو صدمة زوجة. بل يحاول تفكيك أدوار الذكورة والأمومة، وإعادة صياغة العلاقة بين القبطان ومن بقي على اليابسة. كل حلقة تطرح سؤالًا ضمنيًا عن معنى الغياب، وأثمان الحضور، وأين تبدأ المسؤولية عندما لا تعود القيادة كافية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه