* أخيرًا وبعد طول انتظار خرجت نتائج مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، وبعيدًا عن أي شيء يخص نتائجها وردود الفعل التي أحدثتها، إلا أن المُلفت أنَّ أكبر المستفيدين في موضوع التوثيق بشكل عام سابقًا ولاحقًا وبكل المقاييس والمعايير والأرقام هو فريق واحد وهو (الهلال)، سواءً مع لجنة القدير تركي الخليوي التي وئدت في مهدها نتيجة عدم قناعة البعض بنتائجها المنطقية، أو الحالية والتي سجلت للبعض نتائج وقتية.
* إذًا الهلال هو المنتصر الأكبر في التوثيقين، فقد كان هناك زعيمًا واستمر الآن كذلك وهو ما لا شك ولا ريب فيه ولكن بزيادة حالية بلغت 20 بطولة وليُصبح مجموع بطولاته 90 لقبًا موثقًا، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل جاء التوثيق الجديد ليصادق للهلال رسميًا على لقب كان محل جدل وخلاف كبير بين أنصار الهلال والأهلي ألا وهو لقب (الملكي)، حيث كان الهلاليون يدعون أحقيتهم به كون من أسماهم بالهلال بعد أن كان اسم النادي (الأولمبي) هو الملك سعود - رحمه الله - أي أنها تسمية ملكية، والأهلاويون كانوا يبنون استحقاقهم للقب كونهم الأكثر حصولًا وتسلمًا لبطولة كأس الملك من ملوك البلاد بواقع 12 نسخة، وهي حجة منطقية أيضًا كانت تعزز موقفهم، لكنَّ الأهلاويين الآن وبعد احتساب بعض بطولات كأس الملك لهم كبطولات للدوري كما سعوا لذلك للهروب ربما من موضوع عدم تحقيق لقب الدوري إلا ثلاث مرات، وبالتالي أصبح لدى الأهلي وبحسب التصنيف الجديد 8 ألقاب لكأس الملك فقط وليس 12، وللهلال كما هو معروف 9 ألقاب، ومن هنا فقد خسر الأهلاويون وتنازلوا وبطريقة غير مباشرة عن اللقب الذي كانوا يفضلونه ويستميتون من أجله، وليُصبح اللقب وعطفًا على ذلك وبناءً على التوثيق وبمعاييره الجديدة حصرًا وحكرًا على الهلال، ولينفك أيضًا الارتباط التاريخي بين الناديين حول ذلك الموضوع الشائك والمعقد.
* أخيرًا الهلال في التوثيقين ينطبق عليه بيت المتنبي الشهير مع التعديل عليه بتصرف:
أَنامُ مِلءَ جفوني عَن وثائقهم
وَيَسهَرُ أخصامي لزعزعتي وانتصر
وفي المقابل هناك من ينطبق عليهم المثل الشهير:
"وين مانطقها عويا"!