فيصل الشامسي
في مرحلة تتسارع فيها التحولات العالمية، وتتقاطع فيها التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والتكنولوجية، تمضي دولة الإمارات بثقة برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث تبرز الدولة اليوم نموذجاً متقدماً في إدارة التحول، وصياغة المستقبل، وتعزيز مكانتها لاعباً محورياً في المنطقة والعالم.
لقد استطاعت دولة الإمارات، عبر رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تحويل مفهوم التنمية الشاملة من إطارٍ تقليدي إلى مشروع وطني استراتيجي طويل المدى، يقوم على بناء الإنسان، وتطوير الاقتصاد، وتعزيز منظومة الأمن الوطني، وترسيخ القيم والهوية الوطنية، وقيم التسامح والتعايش، وتبني سياسات خارجية متوازنة تُعلي من دور الدولة في دعم الاستقرار العالمي.
وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على أن «رهان الإمارات الأول هو الإنسان... لأنه أساس التنمية وغايتها»، وهي رسالة تختصر فلسفة الدولة في إدراك أن الاستثمار في العقول هو الضمانة الحقيقية لمستقبلٍ مستدام.
يمتاز فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بوضوحه وواقعيته وعمقه الاستراتيجي، فسموه يقود مشروعاً وطنياً يقوم على تعزيز ركائز القوة الشاملة للدولة الوطنية، عبر بناء اقتصاد المستقبل من خلال الاعتماد على سياسات التنويع الاقتصادي التي جعلت الدولة اليوم من بين الاقتصادات العالمية الأكثر تنافسية واستدامة. وقد أسهمت رؤية سموه الحكيمة التي تقوم على الاستثمارات في التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، في ترسيخ مكانة الإمارات مركزاً إقليمياً وعالمياً في قطاعات المستقبل.
كما تؤمن القيادة الحكيمة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بأن الأمن ركيزة التنمية، ولذلك، ركزت الدولة على تطوير منظومة دفاعية متقدمة، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، وبناء سياسات متوازنة تسهم في حماية الاستقرار الإقليمي، وهو نهج يستند إلى رؤية سموه ويدل على ذلك قوله: استقرار الإمارات جزء من استقرار المنطقة، ومسؤوليتنا المساهمة في صونه.
كما قدمت الإمارات نموذجاً دبلوماسياً فريداً يجمع بين القوة الناعمة والفاعلية الدولية، ومع صعود دورها في ملفات المناخ، والطاقة، والإنسانية، أصبحت الدولة منصة عالمية للحوار والتعاون، ما يعزز حضورها وتأثيرها الإقليمي والدولي.
الاحتفال بعيد الاتحاد في الإمارات ليس حدثاً تاريخياً فقط، بل مشروع وطني مستمر تتجدد أهدافه مع كل مرحلة، فقد استطاعت دولة الإمارات تطوير نموذج وطني ديناميكي قادر على التكيف مع المتغيرات، دون التفريط في ثوابته، وتترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هذه الحقيقة بقول سموه: «الاتحاد هو مصدر قوتنا، وبوابتنا إلى المستقبل»، وهي عبارة تعكس جوهر المشروع الوطني الإماراتي الممتد منذ أكثر من خمسة عقود.
ومع التوجه نحو المئوية 2071، تتقدم الإمارات بخطوات ثابتة دقيقة نحو بناء دولة وطنية من الطراز الأول عالمياً، عبر إيجاد بيئة اقتصادية مرنة، ونظام تعليمي يحدث قفزات نوعية، وسياسات تنمية بشرية تستشرف احتياجات الأجيال القادمة في مختلف القطاعات.
إن قراءة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تكشف عن مشروع دولةٍ تعمل تجاه صناعة المستقبل، وتقرأ التحولات قبل وقوعها، وتستثمر الفرص قبل أن تتشكل، فالإمارات اليوم لا تكتفي بالتخطيط للمستقبل، بل تسهم في صناعته، وتقدم نموذجاً يمكن للدول أن تستلهمه في كيفية بناء منظومة وطنية متماسكة تجمع بين التنمية، والاستقرار، والإنسانية، والابتكار.
برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تمضي الإمارات بثبات نحو مراحل جديدة من الازدهار والقوة، مستندة إلى رؤية استراتيجية واضحة تعزز مسيرة الاتحاد، وتصون مكتسباته، وتؤسس لتنمية مستدامة يمتد أثرها إلى عقود قادمة، إنها مسيرة وطن يثق بقيادته، وقيادة تؤمن بقدرة أبنائه، ودولة تسير بخطى واثقة نحو مستقبل يليق بتضحيات المؤسسين وطموحات المخلصين.

