طهران: اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الثلاثاء أن أوكرانيا التي تواجه غزواً روسياً، هي "ضحية" سياسات الولايات المتحدة، داعياً إلى "وقف الحرب" التي تتعرض لها منذ قرابة أسبوع.
وقال خامنئي "جذور الأزمة الأوكرانية هي سياسات الولايات المتحدة والغرب"، معتبراً أن النظام السياسي الأميركي "يتغذى على الأزمات. يتغذى على أزمات مختلفة في أنحاء العالم"، وذلك في كلمة لمناسبة ذكرى المبعث النبوي.
وأضاف "أوكرانيا اليوم هي أيضاً ضحية لهذه السياسة. اليوم، وضع أوكرانيا مرتبط بالسياسة الأميركية. الولايات المتحدة جرّت أوكرانيا الى هذه النقطة"، من خلال "التدخل بشؤون ذلك البلد، وتحريك التجمعات ضد الحكومة، صنع ثورات مخملية وانقلابات ملوّنة، وإزاحة هذه الحكومة ووضع تلك".
وباشرت القوات الروسية هجومها على أوكرانيا فجر الخميس، بناء على أوامر من الرئيس فلاديمير بوتين، في خطوة رفعت بشكل حاد من منسوب التوتر بين موسكو وأطراف غربية تتقدمها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
واتخذت هذه الأطراف عقوبات اقتصادية قاسية بحق روسيا، وأعلنت إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا التي حذّرت من أن موسكو تجمع قواتها استعداداً للهجوم على العاصمة كييف ومدن أخرى في أنحاء مختلفة من البلاد.
وأشارت سلطات أوكرانيا إلى مقتل أكثر من 350 مدنياً وإصابة 2040 شخصاً منذ بدء الهجوم الخميس، مؤكدة أن قواتها قتلت "آلاف" الجنود الروس، علماً بأن موسكو لم تعلن أي حصيلة رسمية.
وقف الحرب
وشدد خامنئي في كلمته على أنه "في أوكرانيا، نحن نؤيد وقف الحرب. نريد أن تنتهي الحرب هناك"، مضيفاً "نحن نعارض الحرب والدمار في كل مكان في العالم. هذا موقفنا الثابت".
وشدد على أن طهران ترفض "قتل الناس، دمار البنية التحتية للناس، لا ندعم هذه الأمور أينما حصلت في العالم".
ودعا إلى استخلاص العبر من الأزمة الراهنة، مركزا على نقطتين هما إن "مساندة أمريكا والقوى الغربية للحكومات التي من صنعها أمرٌ غير حقيقي"، و"الناس أهم سند للحكومات".
وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران اعتبارا من نيسان/أبريل 1980، بعد أشهر من انتصار الثورة الإسلامية بقيادة الإمام روح الله الخميني وإسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي الحليف للغرب، والأحداث التي تلت ذلك من اقتحام السفارة الأميركية لطهران واحتجاز رهائن.
ويخوض البلدان في الوقت الراهن بشكل غير مباشر، مباحثات في فيينا تهدف إلى إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي في العام 2018.
ووصف خامنئي صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للبلاد، الولايات المتحدة بأنها "نظام مافيوي"، متحدثاً عن "مافيا سياسية، مافيا اقتصادية، مافيات مختلفة تسيطر وتقود سياسيات البلاد، وفعلياً تسيطر على البلاد".