: آخر تحديث

وطن يقوده الشغف

3
2
2

من الدروس القيادية التي رسّخها قائد الرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فكرة «الشغف»، فهو لم يطرحها كفكرة برّاقة مثيرة للحماس، بل إنه جعلها معياراً أساسياً لفريقه الذي يعمل معه، وقد أكد هذا في أحد لقاءاته المُلهِمة، حين ركّز على الشغف كقيمة تجاوز الحماس العابر؛ وهو منذ تلك اللحظة أعاد تنضيد وتعريف مفهوم «الشغف» في سلّم المعايير الوطنية، وهو ما أحدث تأثيره السريع في المجتمع السعودي، وكن له الدور اللافت في إعادة تشكيل الذهنية السعودية حول الشغف؛ وأنه القيمة الأبرز في المزايا والسمات المهنية والعملية والإبداعية في الأفراد والمؤسسات، فكان أن أخذ هذا المفهوم موقعه في قلب الخطاب العام، وفي وجدان الشباب تحديداً ليصبح ميثاقاً غير مكتوب يربط الطموح بالعمل، والحلم بالإنجاز، حتى بات أحد أبرز ملامح الشخصية السعودية الجديدة في عصر التحول.

بالأمس أطلقت واحة الملك سلمان للعلوم، مبادرة «مجتمعات شغف» بالتزامن مع اليوم الدولي للشباب، الذي يوافق الثاني عشر من أغسطس من كل عام، وكما جاء في ثنايا الخبر بأن المبادرة إلى إنشاء مجتمعات يقودها الشباب والمهتمون بمجالات العلوم والتقنية، بما يوفر بيئة محفزة وأدوات تمكينية للتواصل وتفعيل البرامج والأنشطة، لترجمة الشغف بالعلوم والابتكار إلى أثر ملموس، كما أن المبادرة تستهدف أصحاب الشغف من مختلف فئات المجتمع، بما يشمل طلاب المدارس والجامعات، والمهنيين، والباحثين، والهواة، ورواد الأعمال، والأسر، متماشية مع الإستراتيجية الوطنية للتنمية الشبابية من خلال تعزيز المشاركة المجتمعية والابتكار والإنتاجية، وإدماج الشباب في القطاعات الحيوية ذات الأولوية، وتتوافق مع الإستراتيجية الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، والأولويات الوطنية الأربع التي حددتها هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار.

هذا الخبر هو صورة واقعية تجسّد قيمة الشغف، وكيف أن القيادة أخذت مفهوم الشغف وقيمته كاستراتيجية تتجاوز المفهوم الضيق المحدود، وأنه بات لصيقاً بكل توثباتنا المستقبلية، ومشروعاتنا ورؤانا التي ندلف بها المستقبل التقني والإبداعي والابتكار والتنمية المستدامة في كل الحقول المعرفية والإنسانية، وغيرها.

ولا شك بأن حاضنة مهمة، وهي (واحة الملك سلمان للعلوم) خير من يترجم هذا الشغف، ليكون عملاً وإنجازاً بقدرات ومواهب وإبداعات شبابنا؛ فقد آلت هذه الواحة على نفسها بأن تكون بيئة داعمة لأعضاء مجتمعات الشغف، عبر فرق عمل متخصصة، وشراكات متنوعة تسهم في تحقيق مستهدفات كل مجتمع.

كل هذا الحراك التقني والابتكاري سواء في هذه المبادرة (مجتمعات شغف) أو غيرها، يتجلى لنا الاحتفاء بالعقول المبدعة والمبتكرين المسكونين بالشغف؛ وذلك في إطار الجهود المبذولة لتمكين الشباب السعودي وتوظيف طاقاتهم وشغفهم في خدمة أولويات الوطن في مجالات العلوم والابتكار، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وتعزيز مكانة المملكة مركزًا عالميًا للعلوم والتقنية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد