: آخر تحديث

الأوروبيون بين مسألتين

2
1
2

محمد خالد الأزعر

قبل أن تتوالى مؤخراً اعترافات بعض قوى أوروبا الغربية بالدولة الفلسطينية، بشكل عاجل فوري أومؤجل إلى سبتمبر المقبل ومرهون بتوفر شروط معينة، كان أكثر من ثلثي أعضاء الأمم المتحدة قد سبقوا إلى هذه الخطوة..

إذا صدق عزم الأوروبيين، بالإضافة إلى كندا وأستراليا ونيوزيلندا، وشفعوا القول بالفعل بين يدي الدورة الـ80 للأمم المتحدة، فسيكون هذا تحولاً فارقاً في مجرى الصراع على أرض فلسطين..

لأكثر من 100 عام ودول غرب أوروبا، بريطانيا وفرنسا خاصة، والتي احتضنت إسرائيل الفكرة ثم الدولة، تراوغ وتحاول غسل أيديها من هذه المسألة الأخيرة.

بشيء من المبالغة يمكن القول إنها المرة الأولى منذ العام 1948 التي تنفك فيها عقدة عزوف قطاع واسع من عالم الغرب، عن مقاربة إسرائيل وفلسطين بقدر لافت من المساواة، الذي يعنيه الدعم العتيد لحل الدولتين..

ويتصل بذلك أن إسرائيل بمواصفاتها المشؤومة المدانة، باتت تستدعي إلى الذاكرة العالمية صفحات سوداء اجتهد الأوروبيون عقوداً لطيها، تتعلق بزمن النازية والفاشية.. ومع ذلك فإنها تدعي انتماءها إليهم واستلهام منظومتهم القيمية..

ولا يقل عن ذلك، دافعاً لهذا الإجراء، رغبة الأوروبيين في النأي بأنفسهم عن أصداء ادعاء إسرائيلي آخر، هو تمثيلها ليهود العالم الذين يعيش نحو 1.5 مليون منهم بين ظهرانيهم. العبرة هنا أن الاعتراف بفلسطين هو أكثر الحلول الضامنة لعدم تأبيد صراع طال أمده بجوارهم الإقليمي.

باعترافهم بفلسطين الدولة يقر الأوروبيون بأن ما بين النهر والبحر ليس فضاء «دولتياً» لليهود وحدهم كما تدعي إسرائيل.. لكن ما لم يتعزز هذا الإقرار بالأدوات اللازمة لتفعيله على أرض الواقع، التي يستحوذون على الكثير جداً منها، فإنه قد يبقى مجرد قفزة في الهواء.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد