عبدالعزيز التميمي
كانت ومازالت مصر، الرائد لكل الاتجاهات الفنية والثقافية والاجتماعية، ومن يظن غير ذلك فهو مخالف للحقيقة والواقع الذي نعرفه منذ فجر التاريخ الثقافي الذي لا ينحصر ضمن حدودها الجغرافية.
فمصر أحمد شوقي أمير الشعراء، هي مصر علي الجارم، ومي زيادة، وجبران خليل جبران، علم لبنان الثقافي، وهي كذلك مهد الشاعر الدكتور الشهيد عبدالعزيز فهمي، وقدمت للوطن العربي أم كلثوم، سيدة الغناء العربي، وأحمد شفيق كامل، ورياض السنباطي، ومحمد عبدالوهاب، أعلام الموسيقى والغناء والشعر الحديث.
مصر فازت بجائزة «صالون باريس» عام 1929 بلوحة الراهبة للفنان الرائد أحمد صبري، خريج الدفعة ال،ولى عام 1911 في مدرسة الفنون الجميلة التي أسسها الأمير يوسف كمال، وـصبحت بعد ذلك كلية الفنون الجميلة، تخرج فيها أعلام الفن التشكيلي العربي في كل الوطن العربي.
فالفنون والثقافة هما الهواء النقي الذي كانت تنشره مصر في كل أنحاء الدنيا. فالعلوم بشتى مناحيها ما كانت تكون لولا نهضة مصر، سعد زغلول، والمنفلوطي، وطه حسين، ومجدي يعقوب، وأحمد زويل، ورهط كبير ضخم، لا تكفي صفحات الكتب لذكر أسمائهم في هذه العجالة.
وحديثي اليوم عن مصر الفنون والثقافة بقيادة الفنان الأستاذ الدكتور الشاب أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة... هي مصر التي قاد أبطالها السباق مع الزمن لتحقيق المجد والانتصارات إلى يومنا هذا، رغم ما يمر عليها من صعاب عاصفة، ومناخ معاد من جهات حاقده فاشلة، محاولة تعطيل عجلة التقدم والازدهار، الذي تحققه وزارة الثقافة المصرية يوماً بعد يوم.
ففي يوليو هذا العام، كان موعد إعلان منح الجوائز المستحقه للمبدعين باسم جائزة الدولة، وجائزة النيل، الشرف العظيم الذي يتمناه أغلب المبدعين في العالم العربي، وينتظر إعلان خبره في كل عام كل الوسط الثقافي والفني في العالم العربي، وقد كان هذا العام، وأتحدث عن جائزة الدولة للفن التشكيلي، التي نالها الأستاذ الدكتور عبدالوهاب عبدالمحسن، أحد أعلام الفن التشكيلي المصري المعاصر، وجائزة النيل التي كانت من نصيب الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور، بضربة (معلم) «فاهم بيعمل إيه...».
فكانت رساله خير ومحبة تجاه الشعب الفلسطيني وهو يعيش محنة القهر والاحتلال والكفاح.
نعم.. أعتقد ذلك بكل إيمان أن هذه الجائزة التي منحت لفلسطين بشخص شيخ التشكيليين الفلسطينيين الفنان سليمان منصور، كانت في محلها الصحيح، فمصر في هذه الحالة 120 مليونَ يدٍ تمتد بالحب والخير والدعم للشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يستحق منا كل شيء. فشكراً لمصر العروبة والتاريخ. شكراً لوزير الثقافة الذي فاز بهذا فوزاً عظيماً، وحقق كل ما كان الفنان العربي، بل كل المثقفين العرب يرجونه من مصر (أم الدنيا).
وألف ألف مبارك للفائزين بجوائز الدولة 2025، وتبقى مصر مهد العلوم والثقافة إلى قيام الساعة.