: آخر تحديث

القوة..!!

6
5
6

خالد بن حمد المالك

في عالم اليوم، نرى أن القوة هي السائدة في التعامل بين الدول، ومن لا يكون قوياً فلا مكان له بين دول العالم، فلا قوانين تحكم، ولا سُلطة دولية تسيطر بالقانون، وبالمواثيق الدولية، الضعيف ليس أمامه إلا الاستسلام، تُؤخذ أرضه، وتُسلب حقوقه، وليس أمامه إلا أن يذعن، وإن قاوم فأضراره أكثر.

* *

لا الأمم المتحدة، ولا المؤسسات الدولية، ولا أي قوة قاهرة في الأرض تحمي من يُعتدى عليه، وتُمس كرامته، ويُهدّد أمنه واستقراره ووحدة أراضيه، وحقوقه المشروعة، هكذا هو هذا العالم المتسلِّط على الضعيف، المحمي بقوته العسكرية، ونفوذه، وأطماعه التي لا تنتهي.

* *

تعب العالم من هذا الجور، ومن هذا الظلم والقهر، فأراضي الضعفاء مهددة، ومستباحة، وتحت نيران الأعداء، في زمن لا يُنتصر فيه للمقهورين، ولا يُدافع عن المسلوبة إرادتهم، ومن تُقوَّض قُدراتهم، وتُمس حقوقهم، وتُقهر شعوبهم، ويُنال من مصالحهم، بلا أدنى سبب، وبلا مبرر، إلا الأطماع، وليس غير الأطماع.

* *

تُوجعنا المشاهد، وتقهرنا المؤامرات، ونتأذى من الحروب، ومن قتل الأبرياء، وحيثما كان هناك ظلم، وتسلُّط، وقهر، وتصرفات لا إنسانية، ونزاعات يفتعلها القوي، من أجل تنفيذ أطماعه، في اعتداءات واضحة، وتصرفات غير مقبولة، في إجراءات عبثية، وتهديد للأمن والسلام والاستقرار.

* *

لا يوجد ما يمكن فهمه، واستيعابه، وتقبله، فالضعفاء أمام مؤامرة كبيرة، تمتد إلى عشرات ومئات الدول، فأحياناً حروب على مصادر المياه، وأحياناً على الحدود، وغالباً لإضعاف القدرة العسكرية والاقتصادية لهذه الدولة أو تلك، لإلحاق أكبر ضرر بها، في تنظيم مدروس، وتخطيط عدائي يتكرر تنفيذه من دولة إلى أخرى.

* *

عالم بكل دوله ومؤسساته يتفرَّج، وكأن الأمر لا يعنيه، فالجميع شريك بالمسؤولية وعاجز عن لعب دور يطفئ هذه الحرائق، ويمنع هذه الجرائم، ويوقف ما زاد كيله من الاعتداءات، في مواقف من الخذلان، وعدم المبالاة، والقبول قسراً بما يراه، ويسمع عنه، ويعيش متعاملاً معه، ومتفاعلاً مع قسوته.

* *

أخذتني الهواجس، وأنا أتقلَّب بين ما أراه من مشاهد دامية، واعتداءات لا تتوقف، وتهديد للسلم العالمي، ويظهر أمامي في الأفق البعيد ما هو أنكأ وأسوأ، بينما يتخاذل الأقوياء عن ممارسة دورهم في تطويق المشاكل، إن لم يكونوا هم جزءاً من هذه الحالة المؤلمة، ومُحركاً لهذا الذي نراه من تفكك المجتمع الدولي، فبيننا الحرب الروسية الأوكرانية، واعتداء إسرائيل على سوريا ولبنان، والأراضي الفلسطينية، وبيننا أيضاً الحرب السودانية، وغيرها كثير، وهذه على سبيل المثال لحروب تدور رحاها في كل القارات.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد