إيلاف من بغداد: في لحظة رمزية حملت أبعاداً سياسية وتاريخية، افتتح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في بغداد اليوم، برسالة مكتوبة بخط يده، أعاد فيها التأكيد على "الدور التاريخي للعراق" في جمع الأشقاء العرب تحت مظلة واحدة.
السوداني كتب: "بروابط الأخوة والدم والدين ودوافع مواجهة التحديات المشتركة، جمعت بغداد الأشقاء كما هو دورها التاريخي من أجل صياغة رؤية استراتيجية للمستقبل تضمن الأمن والاستقرار والتنمية والتكامل بين شعوبنا الشقيقة".
وأضاف: "القمة ستكون منصة لتقوية التضامن وتوحيد الصف، وستبقى القضية العادلة لشعبنا الفلسطيني في مكانها المحوري من اهتمام الأمة وتطلعاتها".
رسالة السوداني، التي نشرتها وكالة الأنباء العراقية، ألقت بظلالها على جلسات القمة، مع تأكيده أن بغداد لا تجمع القادة فقط من أجل المراسم، بل لإعادة بناء أسس العمل العربي المشترك على أسس استراتيجية تتجاوز اللحظة الراهنة.
غزة أولاً
القمة المنعقدة في ظل تصعيد إسرائيلي متواصل على قطاع غزة، أولت اهتمامًا خاصًا بالقضية الفلسطينية، حيث تُطرح مبادرات لدعم صمود الفلسطينيين، وتحريك ملف إعادة الإعمار، في ضوء الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية والمرافق الحيوية في القطاع.
حضور دولي لافت
ومن بين الحضور البارزين، شارك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى جانب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، المعروف بمواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية، مما أضفى على القمة بعدًا دوليًا يتجاوز الإطار العربي.
غياب مثير للجدل
في المقابل، غاب الرئيس السوري أحمد الشرع عن القمة رغم توجيه الدعوة له، بعد اعتراضات سياسية داخل العراق، نظراً لخلفيته الأمنية المثيرة للجدل، ما استدعى تمثيل سوريا بوفد ترأسه وزير الخارجية أسعد الشيباني.
قضايا مصيرية
يناقش الزعماء العرب ملفات محورية في الأمن القومي العربي، وأزمات السودان وسوريا واليمن، إلى جانب آفاق التعاون الاقتصادي والتنمية المستدامة، وسبل التنسيق الجماعي لمواجهة التحديات العالمية، مثل التغير المناخي وتهديدات الأمن الغذائي.
بغداد... منصة للعودة
الرسائل الصادرة من بغداد اليوم تعيد التذكير بمكانتها كعاصمة قادرة على ربط الجغرافيا السياسية العربية. وبدت القمة بمثابة إعلان عودة العراق إلى صدارة المشهد الإقليمي، ليس بوصفه طرفًا في الأزمات، بل منصة لصياغة حلول استراتيجية وتوحيد الصف العربي في زمن الانقسامات.