: آخر تحديث
حملة خيرية تحيي ذكرى محمد القاسم

اليوم في كامبريدج: قاتل الطالب السعودي يمثل أمام المحكمة

3
3
3

إيلاف من لندن: خيّم الحزن على عائلة وأصدقاء الطالب السعودي محمد القاسم (20 عامًا) بعد مقتله طعنًا في مدينة كامبريدج البريطانية يوم الجمعة، حيث كان يقضي فترة تدريبية لمدة عشرة أسابيع في معهد EF الدولي للغات.

مع انتشار خبر وفاته، تحوّل الحزن إلى فعل إنساني، إذ أُطلقت عبر منصة إحسان حملة خيرية لتوفير المياه للأسر المحتاجة في السعودية تكريمًا لذكراه. الحملة جمعت حتى إعداد هذا التقرير أكثر من 30 ألف ريال سعودي (نحو 8 آلاف دولار).

الشرطة البريطانية أكدت توقيف رجلين من سكان كامبريدج للاشتباه بارتكابهما جريمة قتل والمساعدة في التستر عليها.

تفاصيل الحادثة
القاسم كان في مدينة كامبريدج ضمن برنامج دراسي قصير الأمد عندما وقعت الجريمة التي أودت بحياته. الشرطة البريطانية أعلنت توقيف رجلين من سكان كامبريدج على خلفية الاشتباه بارتكاب جريمة قتل والمساعدة في التستر على الجريمة. ولم تصدر الشرطة أي تفاصيل إضافية حول ملابسات الحادثة، فيما لا تزال التحقيقات جارية.

ردود الفعل 
عم الفقيد، ماجد أبا الخيل، كتب عبر منصة "إكس": "وفاة محمد كانت صدمة كبيرة لنا جميعًا، خاصة وأنه جاء إلى كامبريدج طالبًا لا يحمل سوى أحلامه وآماله للمستقبل". وأضاف: "نأمل أن تكون هذه آخر مأساة من هذا النوع، وأن تتحقق العدالة كاملة بمحاسبة جميع المتسببين. رحم الله محمد وأسكنه أعلى جناته". وأوضح في تغريداته أن محمد "كان شابًا نشأ على الخير، وقلوبنا ما زالت تبكي لفقده".

شقيقته جنى القاسم شاركت مشاعرها قائلة: "كان رجلًا يساوي ألف رجل، المعنى الحقيقي للدعم والقوة والكرامة. لم أعرف الخوف يومًا لأنني كنت أعلم أن محمد كان سندي ودعمي بعد الله. بقدر فخره وحبه لي، كنت أفتخر به وأحبه أضعاف ذلك. منذ طفولتنا كنت أسمع أن الإخوة عادة يزعجون ويتشاجرون مع أشقائهم، لكن والله لم يرفع صوته عليّ مرة، ولم أرَ منه إلا اللطف والحب".

شقيقته الأخرى ذكرى القاسم عبّرت بدورها عبر "إكس": "اللهم إن عبدك محمد القاسم كان خير الإخوة، لطيفًا وبارًا، لم يرفع صوته يومًا منذ ولادته حتى عدت به إليك".

شهادات من المجتمع والجيران
عبد الله المطرفي، الذي وصف نفسه بأنه جار للعائلة، قال عبر "إكس": "والده الراحل وإخوته وأبناؤه من أكرم الناس خلقًا ومعاملة وتقديرًا واحترامًا وحسن جوار. إلى اليوم نذكرهم بخير، وسنظل كذلك ما حيينا".

البروفيسور فهد العليان، أحد أساتذة القاسم في الجامعة، كتب: "رحم الله محمد. تشرفت بأن يكون أحد طلابي في الجامعة الفصل الماضي. كان مجتهدًا ومحبًا للتعلم".

أما نواف الدرّاب، صديق الفقيد، فقال إنه عرف محمد القاسم بأنه "قريب من الله، دائم الابتسامة، ملتزم بصلاته، مسامح للجميع". وأضاف: "إلى أن نلتقي مجددًا يا حبيبي وأخي في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا".

الوليد القاسم ابن عم الطالب الراحل، قدم رواية مفصلة عن الحادثة لقناة "الإخبارية"، واضعًا حدًا للشائعات المتداولة حول ملابساتها. وأكد أن الواقعة لم تقع في حديقة كما أشيع، بل في شارع نظيف ومركزي بمدينة كامبريدج، موضحًا أن كاميرات المراقبة وثقت الحدث بالكامل، وأن الموقع يخلو من أي حدائق أو شوارع ضيقة. ووصف الوليد القاسم الفقيد محمد بأنه كان مسالم الطباع وخاليًا من أي خلافات شخصية. وفي ما يتعلق بالإجراءات القانونية، أوضح الوليد القاسم أن السفارة السعودية تتابع مجريات التحقيق مع السلطات البريطانية.

رأيت القاتل.. وفرق الاسعاف تأخرت
وفي رواية مؤثرة أضافت بعدًا إنسانيًا للحادثة، تحدثت شاهدة عيان بريطانية، تقيم في المبنى المجاور لموقع الجريمة، إلى قناة "الإخبارية" السعودية، واصفة اللحظات الأخيرة من حياة محمد القاسم. وقالت: "رأيت القاتل قبل دقائق من وقوع الجريمة"، مؤكدة أن المشهد ترك أثرًا بالغًا فيها. وأضافت: "أريد أن تعرف عائلة محمد أننا نهتم به بعمق، نحن حزينون لوفاته، ولم يكن وحيدًا في لحظاته الأخيرة". وأشارت إلى أن شريكها، الذي خدم سابقًا في الجيش، ومعه طبيب من السكان، تدخلا فورًا وحاولا إنقاذ حياته بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي، إلا أن محاولاتهما لم تكلل بالنجاح.

وأوضحت شاهدة العيان أن القاسم فارق الحياة في غضون عشر دقائق فقط من الإصابة، بينما استغرق وصول الإسعاف إلى مكان الجريمة نحو نصف ساعة، وهو ما زاد من حدة المأساة.

بيان العائلة والمبادرة الخيرية
في بيان عام، وصفت العائلة محمد القاسم بأنه "شاب مفعم بالحماس، بالنخوة والشجاعة، وكان شخصية العائلة وكاريزمته الخاصة، وسند والده". وأكد البيان أنه "كان أرحم الناس على قلب أمه".

وأضافت العائلة أن الحملة الخيرية التي أطلقت باسمه على منصة "إحسان" تهدف إلى توفير مياه شرب نظيفة للأسر المحتاجة في السعودية، كجزء من إرثه الإنساني (الرابط: الحملة الخيرية).


زهور ورسائل عزاء تملأ موقع الجريمة

تشريح جثة السعودي المقتول في بريطانيا والهجوم "غير مبرر"

مقتل طالب سعودي طعناً في كامبريدج

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار