إيلاف من الرباط: أنهت السلطات الجزائرية، الاربعاء ، فصلاً طويلاً من الجدل السياسي والثقافي بإعلانها الإفراج عن الكاتب الجزائري المعروف بوعلام صنصال، بعد أكثر من عام من اعتقاله، وذلك بموجب عفو رئاسي صادر عن الرئيس عبد المجيد تبون، بناءً على طلب رسمي من الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير.
وكان صنصال، صاحب روايات “القرية الألمانية” و“2084: نهاية العالم”، قد اعتُقل في نوفمبر 2024 لدى عودته من فرنسا، بتهم تتعلق بـ “المساس بالوحدة الوطنية” و“نشر تصريحات تمس بالأمن الوطني”، عقب مقابلة صحافية أدلى بها لمجلة فرنسية، تحدث فيها عن “إشكالات تاريخية وحدودية بين الجزائر والمغرب”، وهو ما اعتبرته السلطات “تصريحات غير مسؤولة تمس بالسيادة الوطنية”.
الملف اكتسب أبعاداً دبلوماسية حساسة بين الجزائر وفرنسا، غير أن تدخّل ألمانيا كوسيط إنساني ودبلوماسي أتاح مخرجاً يحفظ ماء وجه الطرفين. فقد نقلت وكالة رويترز عن مصادر ألمانية أن برلين طلبت من الجزائر العفو عن الكاتب لدواعٍ إنسانية بسبب تدهور حالته الصحية، وتعهدت باستقباله وتوفير الرعاية الطبية له في ألمانيا.
ويرى مراقبون أن هذه الوساطة الألمانية حملت دلالات سياسية عميقة، إذ سمحت للجزائر بتجنّب اتهامات “الرضوخ للضغط الفرنسي”، وفي الوقت نفسه وفّرت مخرجاً مشرفاً لقضية أثارت انتقادات منظمات حقوقية ودولية.
من جهته، اكتفى بيان الرئاسة الجزائرية بالإشارة إلى أن “العفو الرئاسي جاء لدواعٍ إنسانية”، فيما لم يصدر عن صنصال أي تصريح علني بعد الإفراج عنه، وسط أنباء عن استعداده للسفر إلى برلين لتلقي العلاج.
تُعدّ هذه القضية من أبرز الملفات التي تداخل فيها الأدب والسياسة والدبلوماسية، إذ جسّدت هشاشة حرية التعبير في المنطقة، وحدودها حين تلامس القضايا التاريخية الحساسة في الجزائر والمغرب.


