: آخر تحديث
قال إن “الرسالة وصلت” وما وقع ستكون له “عواقب سياسية”

ابن كيران يدعو “جيل Z” إلى وقف الاحتجاجات تفاديًا للأسوأ

33
29
18

إيلاف من الرباط: دعا عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (معارضة برلمانية) ورئيس الحكومة السابق، في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، من سماهم “الإخوة والسادة المسؤولين عن ما يسمى ب" جيل Z”، إلى إيقاف الاحتجاجات التي انطلقت منذ السبت الماضي، مشددًا على أن “الرسالة وصلت”،وأن “أي استمرار الآن لهذه الاحتجاجات ستكون له أسوأ العواقب”.

وأكد ابن كيران، في كلمة مصوّرة نشرها على حسابه بفيسبوك، أن “الاحتجاج يكون معقولًا، لكن إذا مسّ الأمن والاستقرار فإنه لم يعد كذلك. فبعد ذلك، لا يعلم إلا الله كيف ستتطور الأمور. ونحن نحمد الله على أننا في بلد آمن ومستقر على رأسه جلالة الملك، وهو رجل عاقل يميز الأمور ويتخذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب”.

بيان علني
أضاف ابن كيران، مخاطبًا المحتجين من “جيل Z”: “لا شك أن الذي قمتم به ستكون له نتائج إذا توقفتم الآن، وأرجو أن يكون توقفكم عبر بيان علني واضح ومسؤول. أما خارج هذا الإطار والمنطق، فإني سأكون متشائمًا، لا بالنسبة إليكم، ولا بالنسبة إلى بلدكم وعموم المواطنين، لأننا ننعم، رغم كل شيء، بقدر من الحرية والأمن والاستقرار. وهذه أمور أساسية، والمصلحون يكون عملهم إيجابيًا ما داموا يسيرون في اتجاه الإصلاح. لكن إذا وصل الأمر إلى إفساد الأوضاع وتراجعها فإن العاقبة لا تكون أبدًا جيدة”.

نداء خاص
استهل ابن كيران كلمته بتوجيه “نداء خاص” إلى مخاطبيه، الذين قال إنه لا يعرفهم ولا يعرف أي أحد منهم، مشيرًا إلى أنه يتوجه بندائه خصوصًا إلى ذوي الرأي والمكانة بينهم.
وأضاف أنه عبّر الأحد الماضي، في لقاء حزبي بطنجة، عن تفهمه لهذه الاحتجاجات، لكنه حذّر في الوقت ذاته من أي “تجاوزات قد تذهب بنا نحو المجهول”. وأوضح أن الحزب أصدر بيانًا شدّد فيه على الحق في الاحتجاج مع ضرورة بقاء هذا الاحتجاج في الحدود المعقولة والمشروعة، ومطالبة السلطات بالتعامل مع المحتجين في نفس الإطار.

وتحدث ابن كيران عن الكيفية التي مرت بها الاحتجاجات منذ انطلاقها السبت الماضي، مشيرًا إلى أنها كانت سلمية في يوميها الأولين، وحتى في يومها الثالث نسبيًا، “لكننا فوجئنا بنشوب مواجهات بالحجارة من قبل المتظاهرين، استهدفت رجال الأمن الذين كانوا يقومون بواجبهم وفق الأوامر”.

ليس سهلًا
شدد ابن كيران على أن ما يحدث “ليس سهلًا”، موضحًا أن الاحتجاجات اتسعت إلى مختلف المدن، حيث تتحدث الأخبار عن أعمال عنف واعتداءات على الممتلكات، وإحراق سيارات الأمن، ودهس أحد المواطنين. “وهذا يعتبر انفلاتًا يخرج الاحتجاجات من دائرة الاعتراض على الحكومة إلى دائرة الانفلات الأمني، الذي قد يؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه. وقد رأينا مثل هذا في عدد من الدول، ولم تكن العاقبة جيدة أبدًا”.

سقف المصلحة الوطنية
أكد ابن كيران أنه يوجّه نداءه الخاص إلى هؤلاء المحتجين لأنهم عبروا أكثر من مرة عن أنهم يعملون تحت سقف المصلحة الوطنية العليا، والدستور، وكل الأسس التي انبنى عليها الوطن منذ قرون طويلة.
وقال: “أعرف أن ما تحتجون عليه أشياء واقعية، ونحن بدورنا لم نتوقف عن معارضة هذه الحكومة. لكن، بصراحة، القضية لم تعد تتعلق بالحكومة أو أي شيء آخر، نحن أمام خطر مواجهات عنيفة واعتداءات لا يمكن التحكم فيها: اعتداءات على الممتلكات، وقطع للطرقات، ولا أظن أنكم تقبلون هذه الأمور. بلغني أن بعضكم تبرأ منها، لكن الآن لا ينفع التبرؤ. أقترح أن تصدروا توجيهات إلى أتباعكم بوقف الاحتجاجات نهائيًا، إذا كنتم تريدون أن يكون عملكم إيجابيًا. فالخسائر التي وقعت كبيرة، ولا نريد أن ندخل في مسلسل العنف والعنف المضاد الذي لن تكون له نتائج إلا سلبية”.

عواقب سياسية
أعاد ابن كيران التأكيد على أن “ما وقع ستكون له عواقب سياسية، وهذا مؤكد”، إذا ما تم إيقاف هذه الاحتجاجات المطالبة بإصلاح الأوضاع في مجالات التعليم والصحة والشغل ومحاربة الفساد.
وختم بالقول: “أدعوكم إلى التعقل، وقصد المصلحة، والتحلي بالنية الحسنة. لا تُورّطوا أنفسكم ولا تُورّطوا أبناء بلدكم، ومعظمهم صغار السن، في أشياء لا طاقة لهم بها ولا مصلحة لهم ولا لبلدهم فيها”.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار