: آخر تحديث
يراهن على الاستقرار وخروج أميركا.. وانتهاء حرب تركيا و"الكردستاني"

فن السير على "الحبل المشدود": رهان السوداني لولاية ثانية

1
1
2

 

إيلاف من لندن: يراهن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على قدرته الفائقة على "السير على حبل مشدود" سياسياً لتأمين فترة ولاية ثانية. ففي لحظة تاريخية، يستعد العراق لخروج آخر القوات الأميركية العام المقبل، ليصبح خالياً من أي وجود عسكري أجنبي لأول مرة منذ أكثر من 20 عاماً، وسط تبخر معظم التهديدات الإقليمية التي عصفت به.

وأشارت صحيفة "التلغراف" البريطانية، في تقرير تحليلي، إلى أن العراق يشهد اليوم لحظة استقرار نادرة. فبعد عقد من الزمان كان فيه محاطاً بتأثيرات مزعزعة للاستقرار، من الحرب السورية وصراع تركيا مع حزب العمال الكردستاني، إلى أنشطة حزب الله وحملات "داعش" الإرهابية، يبدو أن العديد من هذه التأثيرات، إن لم يكن كلها، قد "تبخرت".

عراق 2025 ليس عراق 2014

وفي إيجاز صحافي عُقد مؤخراً داخل مجمع قصره في المنطقة الخضراء ببغداد، والتي لا تزال تعج بالمركبات المدرعة وقوات الأمن، عرض رئيس الوزراء السوداني رؤيته للفرصة التي تمثلها هذه اللحظة.

قال السوداني: "إنه الوقت المناسب لإجراء الانتخابات البرلمانية. عراق 2025 ليس كعراق 2014. كان هناك 86 دولة من دول التحالف في العراق، وهو ما كان شبيهاً بالاحتلال. ولكن الآن انتهت المعركة ضد داعش وهناك استقرار".

اختراق تاريخي على الحدود

وخصّ السوداني بالذكر اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في مايو من هذا العام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، واصفاً إياه بـ"الاختراق البالغ الأهمية". هذا الاتفاق أنهى صراعاً بدأ عام 1978 وامتد إلى داخل الأراضي العراقية في مناسبات عدة.

وأضاف: "لقد بحثنا عن معاهدة لأكثر من 40 عاماً. وجود حزب العمال الكردستاني تسبب في معاناة على الأراضي العراقية وتدخل أجنبي، مع وجود الجيش التركي على الأراضي العراقية، مما يقوض سيادة العراق".

الاستثمار الأميركي

كما حرص رئيس الوزراء العراقي على الترويج لنجاحه في جذب الاستثمار الأميركي إلى بغداد، وهو ما يمكن رؤيته بوضوح، بحسب "التلغراف"، في أعمال البناء المحمومة الجارية في جميع أنحاء العاصمة.

وقال السوداني للصحيفة: "علاقتنا [مع أميركا] تتسارع مؤخراً، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد والاستثمار. هناك الكثير من الشركات الأمريكية هنا".

العقبة الأعظم: الميليشيات

على الرغم من هذا التفاؤل، يشير التقرير إلى أن العقبة الأعظم أمام هدف السوداني في تحقيق استقرار طويل الأمد هي نفوذ الميليشيات العراقية، التي يدعم الكثير منها إيران. وقد أصبحت هذه الميليشيات تهيمن على المشهد السياسي من خلال "المحسوبية أو الترهيب الصريح".

لكن رئيس الوزراء يعتقد أنه يمكن دمج هذه الجماعات في قوات الأمن التابعة للدولة. وأكد قائلاً: "لا يوجد عذر لبقاء السلاح خارج سيطرة الدولة. أولئك الذين يحملون السلاح يمكنهم إما الانضمام إلى الجيش أو دخول السياسة، والسياسات المستقبلية يجب أن ترسي سابقة للحفاظ على هذا".


* أعدت إيلاف التقرير نقلاً عن التلغراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار