عبد الله سليمان الطليان
الأبناء مدرستهم الأولى هي كيان الأسرة من خلال الأب والأم اللذبن يغرسان أصول التربية الحسنة القائمة على الأخلاق.. القول والسلوك المستمد من الدين إلى جانب العادات والتقاليد الحسنة في المجتمع ونستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) القصد في الحديث معروف من حيث الدين ولكنه يشمل كذلك التنشئة.
ولعل الكلام أو القول لدى الأبناء من أبرز ما يعكس واقع الأسرة في أسلوب الكلام والخطابة واختيار العبارات والكلمات المهذبة الرصينة والتي هي مفقودة في داخل بعض الأسر ينكشف هذا من خلال تبادل الالفاظ بين الأبناء في الشارع والمدرسة وحتى المناسبات تجد فيها مع الأسف أحيانا سبابا وشتما ولعنا ويمكن أن تخرج عن الحياء في كلام خادش وهذا يعكس واقع الأسرة عن حقيقه لغة الخطاب والكلام في داخلها الذي هو متدنٍ في حمق وسفاهة وخطل وصفاقة.
يزداد الأمر سوءا عندما تنتقل العدوى مما نعرفه في مقولة إن هناك تفاحة فاسدة وهذا ينطبق كثيرا على واقع المدرسة التي فيها تجمع كبير حيث تجد الألفاظ الناشزة والقبيحة لها سوق رائج وهذا يعرفه الكثير من المعلمين والتربويين ويشتد كثيراً لدى الفئة التي في مرحلة المراهقة القوية ويمكن أن نقول إنها أكثر المشاكل التي يعاني منها بعض المدارس.
ذكرت الحمق والسفاهة والخطل والصفاقة كلمات نقرأها أو نسمعها من بعض الذي هو على دراية بها بحكم ثقافته المشتقة من الأدب. ولكن هناك من تعليمه متدنٍ ولا يعرف معنى تلك الصفات ممكن يطلق على صاحب هذه الصفات كلمة متداولة هي أنه إنسان «مهبول» وهي تعني في فكره أنه في مرحلة الطفولة وبالأسلوب العامي (ما عليه شرهة).
ونأتي في المقابل نقول أين الرزانة والحصافة ودماثة الخلق وحكمة لقمان لابنه أنها مفقودة في البيت والتعليم الذي يوجد به (قصة الثعلب المكار والماعز وقصة الثعلب المكار والكنز وقصة الثعلب المكار والغراب) إنه التركيز على المكر والخداع الذي يمتاز به الثعلب شيء محير. السؤال لماذا لا يغذى فكر الطالب بوصية لقمان لابنه ولماذا لا يعرف الطالب معنى دماثة الخلق.. الرزانة والحصافة والشهامة ورصانة اللفاظ.
أخيراً نجد أن القول المأثور علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل له اهتمام كبير بينما الصفات التي ذكرناها تكاد تكون غائبة تماماً عند الكثير من الآباء والأمهات إن كان متعلما منهم فلا يعرف الفرق بينها يرددها أحيانا لإظهار أنه ضليع في اللغة العربية فقط وإن كان غير متعلم فإن الحال مزرٍ ومخجل يثير السخرية.