: آخر تحديث

كولومبيون يحاربون مع الدعم السريع

1
1
2

خالد بن حمد المالك

يحقق الدعم السريع انتصارات على جماجم المواطنين في حربه بالسودان، مدعوماً بعناصر أجنبية، يتم إغراؤها للانخراط بالحرب ضد الجيش الوطني، ولا يحتاج الأمر للتفتيش عن الجهات التي تدفع بمال كثير لاستقدامهم ليكونوا جزءاً من المعركة، وأن من يدفع المال هي جهات أجنبية، لا تريد الخير للسودان.

* *

ومما ظل مجال استغراب أن الدعم السريع منذ بداية الصراع في إبريل عام 2023م يستهدف في حربه قتل المدنيين، وقتل الرجال والأطفال بشكل منهجي، والاعتداء المتعمد على النساء والفتيات عبر الاغتصاب، وغيره من أعمال العنف الجنسي، ولم تتوقف المجموعة عن انتهاكاتها، وكان آخرها في مدينة الفاشر.

* *

في 26 أكتوبر 2025م سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر، عاصمة شمال دارفور، وبدعم من مقاتلين كولومبيين تمكنت مجموعة الدعم السريع من السيطرة على المدينة، لتواصل الانتهاكات، وارتكاب الفظائع، ونفذّت عمليات قتل جماعية بحق المدنيين، في تعد ذي طابع عرقي، وعنف جنسي.

* *

لكن ما يفعله الدعم السريع، والميليشيات المتعاونة معه، وكذلك المرتزقة الأجانب، وصل إلى ما يمكن وصفه بأنه حرب إبادة، وفقاً لتصنيف وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 7 يناير 2025م بأنهم ارتكبوا جريمة الإبادة الجماعية، وصدور تقرير من وزارة الخارجية الأمريكية حول فرض عقوبات على شبكات توظِّف كولومبيين للقتال في السودان مع الدعم السريع.

* *

في التقرير الأمريكي المشار إليه تم رصد حالات كثيرة من الجرائم التي ارتكبها الدعم السريع، ومن انتهاكات ضد المدنيين والنساء والأطفال، ولكن هذه المجموعة المعادية لشعبها لا تكف عن العدوان، وتجد من الخارج من يموِّل جرائمها، بالمال والمرتزقة، وتشجيعها في المضي بذلك.

* *

ولهذا زاد عدد القتلى، والمهجَّرين، ومن هم في السجون، وتحت التعذيب، ولا يزال السودان الجريح ينتظر من ينقذه، وينصفه، ويحميه من هذه الحرب المفتعلة، ويزيل عنه شبح التقسيم، والتشرذم، والحرب الأهلية، وأن تتم محاسبة كل دولة ضالعة في دعم حرب مشبوهة مبرراتها في بلد ملَّ أهله وسكانه من طول فترة الحرب وآثارها السيئة.

* *

مجموعة الدعم السريع كشفت عن نواياها، بإعلانها عن تشكيل حكومة موازية، واتجاهها نحو التقسيم، متغافلة، ومنكرة، وصادة عن كل نداءات الخيِّرين، لوقف حمام الدم، وبدء حوار يفضي إلى التفاهم، بما يجنب المزيد من القتلى والمصابين، والقضاء على المباني بالتهديم بشكل جنوني ومدمِّر.

* *

إن دخول المرتزقة بفعل المال القذر إلى أتون الحرب، دعماً لمجموعة الدعم السريع، وإن حققت المجموعة عدداً من الانتصارات لن يقبل أكثرية الشعب التسليم بهذه المؤامرة، وتشجيع المغامرين السودانيين على الانقلاب على الشرعية، مهما كلَّفهم ذلك من تضحيات، فلا تفريط بالسودان، ولا تسامح مع من يقتل السودانيين، والخيار الأفضل للحل بالحوار العاقل، وبالتعامل المرن الذي يحمي السودان والسودانيين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد