: آخر تحديث

المسؤول السابق

2
3
2

في خضم التنقل بين مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية.. لفت نظري حديثان لشخصين سبق لهما أن توليا القيادة في مكانين مهمين.. اللافت أن كليهما "خرط" ما في جعبته، مما جعلني أجزم أن قوة الحديث قد تذهب بأحدهما الى الإضرار بعمله السابق، لا سيما وأن كشف المعلومات كان به تعدٍّ على حقوق آخرين، وكل ذلك بحثا عن صدى يناله بعد أن خفت صوته وتم نسيانه بعد إبعاده عن مكانه الذي أشهره.

وبعد الهدوء والتريث تساءلت: هل يلجأ المسؤول سواء كان السابق أو الحالي إلى التفكير والتدبر قبل الإجابة؟ هل يعي أن أي حديث يدلي به هو محسوب عليه ومساءَل عنه؟ ألا يعلم أن تصريحه يخرج كالرصاصة الطائشة التي قد تأتي بنتائج غير محمودة؟

هنا قد يكون في الكلمة التي تخرج من المسؤول بقطاع مهم فرصة جيدة، لأنها قد تكشف لنا عن ماهية شخصيته وطريقة تفكيره وكيفية إدارته لعمله، وهي كالشاهد الحاضر تكشفه ولا يكشفها، تفضحه ولا يفضحها.. لذا لن يكون له مكان قيادي في المستقبل.. وبكل أسف فإن ما يتم تداوله من آراء أو سقطات لمسؤولين سابقين، ممن كنا نحسبهم يرتقون أكثر مما كانوا عليه، يعيدنا التفكير إلى أهمية فرض الاختبارات النفسية على من سيكون مسؤولا عن إدارة أو مجموعة.. لكن هل يتسنى ذلك لمن يدفع أي ثمن بحثا عن الظهور والشهرة؟

تصريح أحد المعنيين في المقدمة ينافي كل التصريحات لمن كانوا مسؤولين أكبر منه وعن الموضوع نفسه الذي أراد من خلاله أن يكون بطلا لجميع فصوله، وبعدها طفقت أتساءل: هل التصريح أو الحوار تعبير عن الخواء المنطلق من فوقية غير مدركة لأهمية القيود والاعتبارات وحتى حقوق الآخرين والمحاكم؟ أم أنه ردة فعل تجاه شيء لا أحد يعلمه إلا هو؟ الأمر نفسه حين يظهر مثل هذا المسؤول ينتقد ويتهم الأخرين أنهم سبب في عدم نجاح جهته السابقة المُبعد عنها.

لم أكتب هذه السطور بغرض المماحكة، ولا بقصد التلميح المفضي للتشهير.. لكن لخطورة ما قرأت ونوعية الفكر القيادي لدى بعضنا، هذا النوع الذي تخلى عن الأصول العملية وحقوق المنصب، وحتى لم يلتزم بالضوابط المسؤولية، وحقيقة لم أكن أتوقع أن يبلغ بعض مسؤولينا هذا المستوى من النرجسية وحب الذات إلى هذه الدرجة المؤلمة.

ماذا سيقدم لنا مثل هذا المسؤول السابق وهو يحمل مثل هذه المماحكات من اتهامات وادعاءات التي لم تُبنَ على أساس صحيح ولم تعتمد على قراءات موثقة، بل هي تنطلق من رغبة شخصية معنونة بحب الظهور كما هو حال بعض ممن كشفهم التلفزيون ومواقع التواصل.. فالكلمة خطرة جداً إذا لم تستخدم الاستخدام الأمثل خاصة إذا خرجت ممن هم في محل المسؤولية والقيادة السابقين.

ختام القول؛ إنه من المؤسف أن يصل الأمر إلى هذا المستوى، وإن كنت أتمنى الرد من الجهات المعنية نفسها إذا كان الحديث أو التصريح وحتى التغريد يمس الآخرين ويغمز تجاه عمل خلاّق.. "رُبّ كلمة تقول لصاحبها دعْني".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد