: آخر تحديث

القدية احتفال اجتماعي

2
1
2

لم يكن الترفيه يومًا جزءًا مركزيًا من الحياة اليومية في المملكة كما هو اليوم، فخلال سنوات قليلة فقط انتقل من مساحة محدودة إلى قطاع متكامل يعاد بناؤه؛ ليصبح أحد محركات التحول الوطني، وركيزة في تحسين جودة حياة المجتمع، لم يعد الترفيه مجرد فعالية موسمية أو نشاطاً يرتبط بالسفر إلى الخارج، بل أصبح لغة جديدة للحياة، تفتح أبوابًا واسعة أمام العائلات والشباب لخوض تجارب لم تكن ممكنة سابقًا، وتمنحهم طرقًا مختلفة للاحتفال بذواتهم وبوطنهم.

هذا التحول لم يأتِ مصادفة، بل جاء ضمن رؤية طموحة أدركت أن المجتمع السعودي يستحق خيارات ترفيهية تضاهي العالم، وأن بناء قطاع ترفيهي قوي يعني بناء اقتصاد أقوى، ومجتمع أكثر انفتاحًا، وأجيالًا ترى في وطنها كل ما كانت تبحث عنه خارجه، وهكذا بدأ الترفيه يتحول من مفهوم جديد إلى أسلوب جديد للحياة تتصدره مشروعات كبرى مثل القدية، التي تعيد صياغة علاقة السعوديين بالفرح والاكتشاف.

افتتاح "سيكس فلاقز" في مدينة القدية ليس مجرد تدشين لوجهة ترفيهية جديدة، بل كان احتفالًا اجتماعيًا واسعًا عبر فيه السعوديون عن شغفهم بالاكتشاف ورغبتهم العميقة في خوض تجارب غير مسبوقة داخل وطنهم. فمنذ الإعلان عن موعد الافتتاح الرسمي في الحادي والثلاثين من ديسمبر 2025، بدا واضحًا أن القدية تطل على المشهد الوطني كتحول نوعي في الترفيه والثقافة وأنماط الحياة.

احتشدت العائلات والشباب في الأيام الأولى للتشغيل التجريبي، وتدفقت المشاهد التي التقطها الحاضرون عبر المنصات الاجتماعية وهي تعكس فرحًا جماعيًا، وامتد هذا الاحتفال الاجتماعي من خلال ما حمله المتنزه من تجارب تتجاوز المتعة الآنية؛ إذ يضم "سيكس فلاقز" ثمانيًا وعشرين لعبة وتجربة متنوعة، من بينها خمس ألعاب محطمة للأرقام القياسية عالميًا، ما يجعله وجهة ترفيهية رائدة على مستوى المنطقة. هذه الأرقام، وفق البيانات الرسمية لمنصة التذاكر المعتمدة تمنح القدية قوة جذب هائلة، وتؤكد أنها ليست مشروعًا ترفيهيًا عابرًا بل منظومة مرح وصناعة متعة تتكامل مع رؤية المملكة للقطاع.

وعلى هذا الإيقاع، تبدو القدية اليوم أكثر من مشروع، إنها احتفال اجتماعي وطني، يعيد تشكيل علاقة السعوديين بالفرح، ويمنحهم مساحات جديدة للتجربة، ويصنع ذاكرة مشتركة تجمع الأطفال والشباب والعائلات في مكان واحد. إنها الوجهة التي لا تكتفي بوضع المملكة على خريطة الترفيه العالمي، بل تصنع داخلها مجتمعًا يرى في القدية جزءًا من حياته واحتفالًا مستمرًا بالمستقبل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد