سارة النومس
قام نزار قباني، بوضع نفسه مكان المرأة قبل أن يكتب قصيدته الشهيرة «رسالة من امرأة» وغنتها فايزة أحمد، بكل مشاعرها، رسالة امرأة تتألم لنفسها لا لحبيبها.
ونظراً بأن المرأة تتحكم بها العاطفة والهرمونات والتغييرات النفسية، ما عرضها لتحمل السخرية والتقليل من قوتها وشأنها على مدى عقود طويلة من الزمن، قبل أن يتحد كثير من النساء حول العالم ويجعلن من الرجل مخلوقاً منافساً لا شريك حياة.
إنّ المنافسة التي شعرت بها المرأة بالرجل جعلتها تضغط على (دواسة البنزين) كي تتفوق عليه، وكان لبعضهن ذلك، فقد تفوقت على زوجها بالشهادة والراتب الأكثر والذكاء وتربية الأطفال. حتى أصبح بعض الازواج يرون انفسهم مزهرية في المنزل، فلا يتحمل مصاريف المنزل ولا مسؤولية الأطفال.
اشتكت إحدى النساء من جفاء زوجها، وبأن جل اهتمامها هو في المنزل والأطفال، لقد أصبح يعاتبها بكل عاطفة، نوع العتاب العاطفي الذي غالباً ما تستخدمه المرأة، لقد قامت المرأة دون قصد بعزل دور الرجل عن طريق الصرف في المنزل بحكم راتبها الأعلى، على الرغم من أن الرجال يستطيعون العيش والصرف، حتى لو كان راتبهم أقل فالقوامة لهم، يستطيعون التصرف لو أرادوا ذلك.
ومن الأمور الغريبة هي بقاء الكثير من الرجال أمام التواصل الاجتماعي لساعات طويلة، لدرجة أن الرجل أصبح يقارن زوجته المهملة بالمشهورة التي تزوجت (مليونير) وتنازلت عن وظيفتها وأصبحت حياتها هي الاهتمام بالبقاء مزينة وملونة أمام زوجها المليونير كي لا تخسره، فيرى المتابع عكس ذلك فهو اهتمامها فقط ولا يرى المميزات والرفاهيات التي حصلت عليها لقاء هذا الاهتمام.
كما يقوم بعض الرجال في التواصل الاجتماعي بوضع صور فتيات جميلات والتعليق على أنهن من الدولة الفلانية ويرغبن بالزواج بالمجان دون مهر، أعلم أن المقصد من المواضيع تلك هي إثارة غيرة الفتيات. تصرف مشين يظهر نظرة سطحية لمجموعة من الرجال التافهين، بأن يعرضوا النساء كالبضائع الرخيصة معلنين عدم استعدادهم للصرف نظير تأسيس أسرة، انفسهم لا يقبلون أن تُعرض أختهم بهذه الطريقة، بل ولا يقبلون زواج أختهم مجاناً.
الحرب بين الرجل والمرأة لن تتوقف وقد تكون ردود الأفعال أحياناً شرارة لحرب طويلة، ولكن أرجو ألا يحكم الرجل على المرأة بناء على التواصل الاجتماعي وبعض الأفكار التي يسعى العديد من النساء لنشرها بصورة عدوانية للرجل، وألا تحكم المرأة على الرجل من خلال صورة المرأة الخارقة في الأفلام، المديرة القوية الذكية وزوجها سعيد للأبد، هي المتحكم وهي المتصرف في كل شيء في حياة هذه الأسرة.
كانت لحملات المساواة والمطالبة بالحقوق ضريبة لا بد أن تدفعها النساء وأن يتحملن قسوة الحياة المليئة بالإغراءات المزعجة، وعليها أن تعي أن الرجل يستطيع الحصول على المال ويستطيع التكفل بأسرته وسيشعر بقيمته كرجل مسؤول ويسعده ذلك الشيء (لو أراد) فلا تشعر بالشفقة عليه ولا تعطيه رسائل مفادها: لا تقلق سأقوم بدور المرأة والرجل في المنزل.

