: آخر تحديث

ابدأ بقراءته بعين الباحث لا الحالم

3
3
3

من المواضيع التي يكثر الحديث فيها، على نطاق واسع، موضوع المستقبل ومعظم ما يقال عبارة عن توقعات، أو أمانٍ، أو مخاوف وبعضها محمل بعدم الفهم لطبيعة المستقبل ولا مؤشراته ومن الطبيعي أن يكتسب هذا الموضوع مثل هذا الزخم والاهتمام، فنحن نعيش في حقبة محملة بالتغييرات المتتالية والقفزات العلمية والثقافية والاجتماعية والمعلوماتية، حيث تسهم قوة الاتصالات وشبكتها وتناميها، فضلاً عن المخترعات والمبتكرات المستمرة، في الدفع نحو آليات وطرق ومفاهيم جديدة وغير مسبوقة في عمر البشرية ومن أهم الأمثلة في هذا السياق الحضور القوي للذكاء الاصطناعي وتأثيراته التي لا تتوقف.لكن يفوت على البعض أن المستقبل ليس موضوعاً عابراً، أو توقعات، أو أماني ولا هو أيضاً في جانب واحد يتعلق بالتقنية أو الصناعة، بقدر ما هو واسع ومتعدد وشامل ويدخل في تفاصيل حياتنا بقوة ومع مثل هذه الحالة، لا يمكن أن يكون موضوعاً غامضاً، أو يقوم على التخمين، أو نتمنى فيه الأفضل، بقدر ما أنه ميدان علمي قائم له قواعد وأدوات ومنهجية.علم المستقبل يُعد من أهم المجالات العلمية، في مناهج التفكير والفكر البشري وهو إضافة لهذه القوة والحضور العلمي، يتوسع ويتزايد ويتنوع.ومع أن من أهدافه القصوى مساهمته في صنع القرار والتفاعل الذكي والمبكر مع المتغيرات المتوقعة، بل التأثير الإيجابي على تلك التغيرات، لتسهم في الرفاه وتحقيق المكاسب سواء التنموية أو الحضارية، إلا أنه، كعلم وثقافة، أيضاً موجود وله حضور على مستوى الفرد، نحن كأمهات وآباء ومربين وموجهين، لأطفالنا، نستطيع الاستفادة من هذا العلم: علم المستقبل، بواسطته سنفهم متطلباته، ومعها نقوم بتجهيز أبنائنا بالعلم والمعرفة والثقافة. هذا التجهيز، يتم من خلال تقديم معلومات موثقة وصحيحة، لأطفالنا ودورهم وما هو مطلوب منهم، من حيث تطوير حضورهم العلمي والمعرفي والتخصص في أحد المجالات التي يؤشر نحوها والتي يوضح علم المستقبل أنه سيكون لها حضور في المجتمع البشري بعد عشرة أعوام على سبيل المثال، هذا الاستعداد يتم من خلال تشجيع أطفالنا على القراءة المتخصصة الموجهة وإلحاقهم بدورات تدريبية ونحوها من المجالات المعرفية التي تدعمهم وتقوي حضورهم وتجعلهم على دراية وعلم وثقافة بما سيحدث في مُقبل الأيام، هذا الذي يُتوقع أن نقوم به، بديلاً عن التنظير والتوقع أو التخمين، هو علم المستقبل، فإذا أردنا الاستعداد له، فابدأ بقراءته اليوم بعين الباحث لا الحالم.

www.shaimaalmarzooqi.com


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد